هرمون الأستروجين يقي من أمراض ويزيد فرص الأصابة بأمراض أخري

الهرمونات التي تعطى بعد سن اليأس، لها صيت وشهرة سيئة بسبب الدراسات التي تربطها بالخطورة العالية للاصابة بالسرطان وامراض الشرايين والقلب. وكانت المعلومات التي جمعت في اواخر العام الحالي اظهرت انخفاضا غير متوقع في حوادث الاصابة بسرطان الثدي، والتفسير الرئيسي هنا هو ان عددا من النساء قد توقفن عن تعاطي الهرمونات بعد توقف العادة الشهرية لديهن، نظرا لكونهن كن خائفات من مخاطرها الصحية.
ولكن علينا ان نكون حذرين من الرسم بفرشاة سوداء وعريضة فقط، فقد أشارت بعض الأدلة الى ان مخاطر الامراض الوعائية والشريانية تزداد فقط عندما تشرع النساء، او يستمرن في تناول الهرمونات بعد عقد من توقف العادة الشهرية لديهن، او عندما يتناولها النساء اللواتي يعانين من أمراض قلبية.


ان العلاج بالهرمونات قد يقي بعض النساء من الاصابة بسرطان القولون. واظهر تحليل للدراسات التي اجريت ان نسبة تخفيض الخطورة يصل الى نحو 20 في المئة. وفي مبادرة من «صحة النساء» التابعة لكلية التمريض في هارفارد رعت الحكومة الاميركية اكبر تجربة عشوائية التي ادت الى الكثير من النتائج السلبية حول مضار الهرمونات الخاصة بتوقف العادة الشهرية، تبين منها ان النساء اللواتي كن يتناولن مزيج الاستروجين ـ بروجستن estrogenـprogestin كن بنسبة 39 في المائة اقل عرضة للاصابة بسرطان القولون من اللواتي كن يتناولن الاقراص الوهمية.

وأفاد باحثو هارفارد في مجلة «كلينيكال أونكولوجي» في عدد ديسمبر (كانون الاول) 2006 نتائج دراسة شملت 834 امرأة شخصت بسرطان القولون، او السرطان الشرجي اللواتي انخرطن في الدراسة الخاصة الشهيرة بـ«صحة النساء». وتأكدت هذه النتائج، من تلك الدراسات الصغيرة، بان مريضات سرطان القولون اللواتي تناولن الهرمونات بعد توقف العادة الشهرية قبل تشخيصهن بالاصابة بالسرطان، كانت حالتهن افضل بكثير. وخلال فترة متابعة بعد ذلك دامت عشر سنوات كانت النساء اللواتي تناولن الهرمونات اقل عرضة للوفاة من سرطان القولون والشرج بنسبة 46 في المائة من اللواتي لم يتناولن اي هرمونات. ووجد باحثو هارفارد ايضا انه كانت للاستروجين تأثيرات واقية اذا ما استمرت النساء في تعاطي الهرمونات بعد تشخيصهن بالاصابة بالمرض.

وثمة العديد من النظريات حول الاستروجين (الدراسة اشارت اليه على انه عامل نشط) لأنه فعال في مكافحة سرطان القولون. وهو قد يخفض من مستويات عامل نمو يشبه الانسولين، الذي هو عبارة عن بروتين يحث الخلايا المخاطية في القولون على العمل. ومثل هذا النشاط الزائد عن الحد قد يؤدي الى تطور السرطان القولوني. وهناك نظرية قديمة تقول ان الاستروجين يقوم بإنزال وتخفيض انتاج الحوامض الصفراء التي تؤدي في القولون الى تأثيرات مشجعة لتطور السرطان.

وتقول الدكتورة جينيفر أيه. شان كبيرة معدي دراسة هارفارد، ان الدراسات هي اولية تماما غير كافية لتغيير التوصيات الحالية التي تؤكد على ضرورة تعاطي الهرمون لأغراض اراحة الجسم من العوارض المزعجة، ولفترة قصيرة من الزمن فقط. لكنها تعتقد ان على النتائج تشجيع المزيد من الابحاث في ما يتعلق بخصائص الاستروجين المقاوم للسرطان. والأمل معقود على امكانية قيام العلماء بالتفريق بين المفيد والخطير، وبالتالي تطوير ادوية وعقاقير لها تأثيرات الهرمون النافعة، وعزل المضر منها.