التقدم فى العمر وضعف الذاكره!

مع التقدم فى العمر ، لا تتعطل آلية الذاكرة وإنما تصبح غير فعالة
مع التقدم فى العمر ، لا تتعطل آلية الذاكرة وإنما تصبح غير فعالة

يترافق التقدم فى العمر مع تساقط الشعر وتضاؤل محيط الخصر وتقهقر الذاكرة . بالفعل ، نجد العديد من الكبار فى السن وهم يحاولون تذكر اسم شىء ما ولكن من دون جدوى .


فهل هذا هو المصير المحتم الذى يلقاه كل شخص يتقدم فى العمر ؟ حسناً ، نوعاً ما . لكن مع مرور الوقت ، نميل إلى لوم العمر على كل المشاكل التى تصيبنا ، حتى لو لم تكن مرتبطة بالتقدم فى العمر .

حين تعجز الفتاة المراهقة عن العثور على مفاتيحها ، تظن أن سبب ذلك هو سوء تنظيمها أو انشغالها بالعديد من الأمور فى الوقت نفسه . أما المرأة البالغة من العمر سبعين عاماً فتعزو المشكلة إلى ذاكرتها .

لكن الباحثين وجدوا أن الذاكرة لا تقهقر بسرعة عند الأشخاص السليمين . فمع التقدم فى العمر ، لا تتعطل آلية الذاكرة وإنما تصبح غير فعالة . بالفعل ، يتباطأ وقت معالجة الدماغ للأمور مع مرور السنوات ، رغم أن العلماء لا يعرفون بعد سبب ذلك .

 وتشير آخر الأبحاث إلى أن الخلايا العصبية تفقد فاعليتها ويتضاءل النشاط فى جزء المدماغ الذى يحدد تخزين المعلومات أو إهمالها . لكن لم يتأكد العلماء بعد ما إذا كان تضاؤل هذا النشاط يفاقم الأمور فعلاً . فحين يصبح الدماغ أكثر مهارة فى إنجاز مهمة ما يبذل طاقة أقل عليها .

لكن ثمة خطوات يمكنك اتخاذها للتعويض عن التقهقر الطبيعيى للذاكرة ، علماً ان الأمر يتطلب بعض الجهد ، بالفعل ، يمكن تشبيه ذلك بالجسم السليم . فلا يمكنك التوجه إلى النادى الرياضى مرة واحدة سنوياً وتوقع الحفاظ على الرشاقة والليونة .

تستخدم تمارين الذاكرة صيغاً عقلية لترميز الأسماء والوجوه والحقائق . ويقترح بعض الخبراء تخصيص الكثير من الانتباه لما تريدين تذكره ، ومن ثم منحه معنى معيناً .

فنحن نتذكر الأشياء حين نركز عليها ، سواء قصدنا ذلك أم لا . ويفسر ذلك سبب رسوخ الأغانى فى أذهاننا .

من جهة أخرى ، يساعدك التنظيم الأساسى على تذكر الأشياء المملة . فبدل محاولة تذكر لائحة عشوائية بالأغراض التى تريدين شراءها ، فمثلاً مشتقات الحليب واللحوم والمنتجات الجاهزة .

حاولى أيضا تخفيض عدد الأشياء الواجب تذكرها . أعدى لوائح بالمهام المراد إنجازها وضعى الفواتير الواجب دفعها فى مكان ظاهر للعيان .

كما تبين أن مجرد استعمال الدماغ يجعله قوياً لذا ، مرنى دماغك بالقراءة والمناقشة وأى شىء آخر يبقى العقل نشطاً . ووجد العلماء أن تمرين الجسم يساعد على دعم العقل .

 فالتمارين الرياضية الهوائية تضخ الدم إلى الدماغ وتزوده بالأوكسجين والجلوكوز الضروريين لحسن عمل الدماغ .

 من جهة أخرى ، تساعد عشبة الجنكة على تنشيط الذاكرة ، ولو على نحو بسيط . ويمكنك تناول بعض المأكولات لمساعدة قدرتك على التذكر . بالفعل ، تعتبر الخضار والفاكهة والحبوب الكاملة مصادر ممتازة للجلوكوز ، أى الوقود المفضل عند الدماغ .

 كما تزخر البقول والخضار الخضراء بالفولات الذى يبدو أنه يؤدى دوراً أساسياً فى الحفاظ على الذاكرة. وثمة طريقة أخرى لتحسين الذاكرة تقضى بالحصول على راحة كافية .

 فالنوم قد يمنح الدماغ الوقت الكافى لترميز الذكريات والتخلص من التوتر ، رغم أن التوتر القصير الأمد يحسن الذاكرة .إنها آلية بقاء . لكن بعد بضعة ساعات ، يبدأ الدماغ باستعمال مقدار أقل من الجلوكوز مما يحرم الدماغ ربما من الطاقة اللازمة لتوليد الذكريات .

وعند التعرض لتوتر طويل الأمد ، تتقلص قدرة الدماغ على العمل . لذا ، حاولى التخفيف من جدية الأمور وسوف تذهلين بمدى وضوح تفكيرك .

إمنحى نفسك الوقت لمعالجة المعلومات الجديدة ، وسوف تختفى مشكلة الذاكرة فى أغلب الأحيان .

خذى وقتك ايضا لعيش الحياة . استمتعى بالأوقات التى تقضينها مع العائلة والأصدقاء وفى ممارسة الهوايات .

فهذا بالغ الأهمية للذاكرة . بالفعل ، تستلزم الذاكرة الانتباه إلى حياتنا مما يتيح لنا اكتشاف ما يستحق التذكر فيها .