إكسسوارات قديمة تضفي على منزلك لمسة عصرية

إكسسوارات قديمة تضفي على منزلك لمسة عصرية
إكسسوارات قديمة تضفي على منزلك لمسة عصرية

ساعة حائط توقفت عقاربها عن الدوران، شمعدان قديم ترك الزمان آثاره عليه، صينية شاي قديمة لم يتبق من نقوشها ما يدل على أنها صنعت بأيدي ماهرة، بجوارها يقبع جهاز «جرامافون» لا تصدر منه أصوات الموسيقى .. قطع باتت عروس اليوم تحرص على اقتنائها كشكل من أشكال الديكور المنزلي.
يقول عاطف واصف، أحد المتخصصين في بيع قطع الديكور والأنتيكات والتحف القديمة بالقاهرة:
«ما كان يستخدم في بيوت أجدادنا نجده اليوم موضة تنتشر بقوة جنبا إلى جنب الديكورات الحديثة، ونلمس معها أنه كان لكل عصر ذوق خاص به، ومن هنا جاء التنوع الذي نراه اليوم حتى نتذوق كل الألوان التي سبقتنا سواء من العصر التركي، والإسلامي، والقبطي. فكل عصر من هؤلاء كان له ما يميزه، وإن كان العصر التركي هو أكثر هذه العصور ثراء من هذه الناحية. فقد كانت كل أم تحرص أن تضم لجهاز ابنتها الكثير من القطع الجميلة للاستخدام، أما اليوم فهي للتزيين وتفتخر العروس باقتنائها لما تحمله من عبق الماضي الجميل».
ويضيف واصف:
«كانت أم العروس تحرص على إحضار المباخر الفضة التي نقشت يدويا وأيضا الباكرك (كنكة القهوة) والإبريق والصواني بأحجامها المختلفة، بالإضافة إلى فناجين القهوة صغيرة الحجم وأكواب الشربات وأدوات المائدة، وكانت العروس لا تفرط فيها مهما كانت الأسباب؛ لأنها كانت تعتبر من عصب الحياة».
الحريصون على اقتناء قطع الديكور القديم في رأي واصف أشخاص مثقفون ويعرفون قيمة ما يقتنون؛ لأن شراء قطع الديكورات القديمة تحتاج إلى دراسة وافية بتاريخها وعمرها، وأكثر الفئات إقبالا عليها هم رجال الأعمال والسفراء وذوي المناصب الرفيعة.
ويشرح أنه:
«بينما هناك شغوفون باقتناء القديم الأصلي لأنهم يعرفون قيمته هناك من يشترونه أسوة بأصدقائهم ومعارفهم، وكدليل على الجاه والثروة. هناك أيضا من يعتبرها استثمارا، على أساس أن قيمتها تزيد بمرور الوقت، ولكن في كل الأحوال الديكور القديم يضفي على أي مكان جمالا يزيد بزيادة ثمن القطع».
وعن أكثر قطع الديكور شعبية يقول واصف إنها أطقم الشاي، والشمعدانات، والصواني، وأدوات زينة المرأة من فرشاة الشعر والمرآة وعلبة المجوهرات، إلى جانب المزهريات الهندي المصنوعة من الفضة والمنقوشة يدويا، والفيل الهندي الذي يحرص على اقتنائه اليوم كثيرون؛ لأن الموضة الهندي هي السائدة هذه الأيام لما فيها من ثراء وتجديد دائم وإبهار.
بالإضافة إلى ما سبق هناك أطباق الفواكه وإطارات الصور، وبعض الديكورات القديمة المصنوعة من خشب الزان أو الأرو والمطعمة بالفضة والأصداف البحرية مثل الكراسي والمناضد الصغيرة، وهذه قطع برع في صنعها العثمانيون أولا قبل أن تنتشر في باقي العالم.
ويلفت قائلا بأن:
«القبقاب الخشبي» المطعم بالفضة أصبح يستخدم كقطعة ديكور في حين كانت المرأة في السابق تستخدمه للزينة فقط.
ويوضح خبير الأنتيكات أن هناك قطع ديكور جديدة الصنع يطلق عليها «الانيميشن» تشبه القديمة، ولكن الفرق كبير بين الاثنين في المادة المصنوع منها وأيضا في مهارة الصنع، بالإضافة إلى تاريخها الزمني. فالقطع المقلدة «الانيميشن» تكون جيدة وبمواصفات قديمة، مثل قنديل الزيت الذي فقد وظيفته العملية لكنه اكتسب دورا تزيينيا كقطعة ديكور. 
وقياسا على ذلك هناك قطع كثيرة، وإن كانت هناك أشياء لا يمكن تقليدها أبدا بسبب مهارة الحرفيين في ذلك الوقت، مثل أطقم الشاي الإنجليزي والتركي، فهي لم تقلد إلى اليوم على الرغم أن الإنجليزي كان خاليا من أي نقوش والتركي لا يحمل سوى وحدات زهور صغيرة على الأطراف.
وينصح واصف بالعناية بهذه القطع خاصة المصنوعة من الفضة التي يذهب بريقها سريعا، بسبب طبيعة الأجواء العربية التي تغلب عليها الرطوبة مما يسبب الأكسدة. ويمكن تجنب هذه النقطة نسبيا، بتلميعها بـ«فوطة» ناعمة يوميا، وأسبوعيا بماء وكربونات الصوديوم أو مادة «الجودار» التي تتوفر في المحلات لتلميع الفضة.