هوس علمي جديد .. علماء أميركيون يعملون علي إنتاج أعضاء بشرية من تهجين الحيوانات

أعلن علماء في الولايات المتحدة انهم تمكنوا من انتاج اول خروف في العالم، طعّم جسمه بخلايا بشرية، الأمر الذي سيعزز مصادر تعويض الأعضاء البشرية التالفة أو المتضررة للإنسان. وقد تم تطوير الخروف الجديد بحيث اصبح جسمه مكونا من خلايا الخراف بنسبة 85 في المائة، و15 في المائة من الخلايا البشرية.


وعكف اسماعيل زنجاني، البروفسور في جامعة نيفادا الأميركية، وفريقه على تطوير وسائل انتاج الخروف الجديد لفترة امتدت 7 أعوام تم فيها إنفاق 5 ملايين دولار، ونجح اخيرا في استيلاده، بعد حقن خلايا بشرية داخل أجنة الخراف.

وطور فريقه كبدا لخروف يحتوي على نسبة عالية من الخلايا البشرية، الأمر الذي يعزز الأمل في انتاج أكباد بشرية كاملة تقريبا تتطابق خلاياها البشرية مع خلايا المرضى الذين ينتظرون دورهم في زراعة كبد بديل.

وسوف يتطلب انتاج اعضاء بشرية بديلة مثل القلب والكبد والرئتينن بل حتى الدماغ، استخلاص خلايا جذعية، وهي الخلايا الأساسية غير المتخصصة، الموجودة في نخاع عظم المريض، ثم حقنها داخل جنين الخروف، ثم حصادها بعد ولادة الخروف ونموه لفترة شهرين.

وصرح البروفسور زنجاني في حديث لبرنامج تلفزيوني تعرضه القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني اليوم «إننا سنقوم باستخلاص أونصتين (ما يعادل 58 غراما تقريبا) من خلايا النخاع الشوكي للمريض، ثم نفصل الخلايا الجذعية عنها كي نحقنها داخل الصفاق (الغشاء المَصلي الشفاف المبطن للتجويف البطني في الحيوانات اللبونة) في أجنة الخراف.

 ثم تأخذ هذه الخلايا بالتوزع عبر الجهاز الهضمي نحو الدورة الدموية للأعضاء داخل الجسم».

وتكفي هذه الكمية من الخلايا الجذعية البشرية لحقن 10 أجنة من الخراف، ولذلك سيكون بالإمكان زيادة احتمالات الحصول على عدد اكثر من نفس العضو المطلوب مثلا.

وقد جوبه التطوير الجديد بانتقادات شديدة بسبب احتمال انتقال «الفيروسات الصامتة» من الحيوانات الى الجنس البشري وذلك بعد تلقي المرضي للأعضاء البشرية الجديد.

وقال باتريك ديكون الباحث في توجهات علوم الأحياء ان الكثير من هذه الفيروسات الصامتة قد تقود الإنسان الى كابوس بيولوجي رهيب، لان الفيروسات الحيوانية المتحورة تشكل تهديدا مباشرا مشابها لتهديد فيروس «أتش آي في» المسبب لمرض الأيدز.

كما انتقدت منظمات الدفاع عن الحيوان هذه الأبحاث لأنها تؤدي الى اختلاط الخلايا البشرية بالحيوانية وميلاد حيوان هجين بخصائص وملامح الانسان والخروف.

 إلا ان زنجاني يؤكد ان حقن الخلايا البشرية داخل الاجنة لا يؤدي الى عمليات الاندماج الخلوي.

ويسعى عدد متزايد من العلماء حول العالم لإنتاج حيوانات مهجنة بخلايا بشرية بدعوى قلة توافر البويضات البشرية اللازمة لإنتاج أجنة بشرية يمكن ان تستخلص منها أعضاء بشرية.

الا ان هذه التوجهات تقابل أيضا بردات فعل معادية بسبب التساؤلات حول أخلاقيات انتاج مثل هذه الأجنة، واستيلاد حيوانات قد تؤثر على الحياة الطبيعية، تشابه «الكميرا» الذي رسمته الاسطورة الاغريقية بشكل حيوان خرافي برأس أسد وجسم عنزة وذنب أفعى.

وفي بريطانيا يحاول العلماء حاليا استعادة زمام المبادرة للحصول على موافقة رسمية لاجراء ابحاث استخلاص الخلايا الجذعية البشرية من أجنة الحيوانات الهجينة مثل الأبقار والأرانب، بعد ان قررت الحكومة البريطانية اعادة النظر في قواعد الابحاث بداية هذا العام، بعد تعرضها لضغوط من منظمات دينية ابدت المخاوف من تبعاتها.