عيد الفطر في بعض الدول .. كعك وعيدية .. ودموع ومطاردة للجن!!

عيد الفطر هو العيد الذي يمنحه الله جائزة للمسلمين بعد صيام شهر رمضان، وفيه يحتفل الناس ويفرح به الأطفال كثيرا، ويضم عادات وتقاليد تختلف من مكان إلى مكان ومن دولة إلى أخرى.
وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أن مادة عيد الفطر ليس بها جديد يُقال، إلا أن ما توصلنا إليه من احتفالات غريبة ومثيرة للدهشة خلقت لدينا دافعا قويا إلى معرفتها وسردها والتعمق في تفاصيلها.
فالأمر ليس غريبا وليس مجالا للمزاح والضحك، فالعيد أصبح به مطاردة للشياطين والجن ودموع ونحيب، ولا أعرف الآن كيف إذا نسميه بالعيد في تلك الدول، ولكن دعونا نقرأ ونعرف وليحكم كل واحد منا بنفسه .. فهيا بنا.
عيد الفطر في الهند .. عيد بلا أصوات!
نتيجة لموجة الأعمال الإرهابية التي تقع في مختلف أنحاء الهند، وخوفا من وقوع المزيد من الهجمات، فإن عيد الفطر المبارك في الهند عيد صامت بالنسبة للعديد من المسلمين.
ففي مدينة دلهي يتجمع آلاف المسلمين في المسجد الجامع التاريخي وغيره من المساجد من أجل الصلاة والدعاء بحلول السلام والتوافق الاجتماعي، وعلى الرغم من ارتداء المسلمين لأفضل زيهم وتبادلهم التحية بحماس كبير فيما بينهم، إلا أنه لم يكن هناك ما اعتاد عليه من لهو بمفرقعات الأطفال في معظم الأنحاء.
يتم الاحتفال بالعيد في الشطر الهندي من كشمير، حيث تبدأ روح العيد الاجتماعية في التوافق الاجتماعي وتبادل التحيات بين الهندوس والمسلمين، حيث تكون التحية المتبادلة هي كلمة "عيد مبارك" وهي الكلمة التي كانت تنشر عبق السلام على الجميع.
وقبل الصلاة يقوم المسلمون بإخراج زكاة الفطر وهي مبلغ من المال يعملون على إخراجه كصدقة على الفقراء والمحتاجين، وهي فريضة على كل مسلم قادر قبل صلاة العيد حتى يكون الفقراء والمحتاجون قادرين على الاحتفال بالعيد مثلهم مثل القادرين.
وبعد الصلاة، حيث وقت الاحتفال، يقوم الأفراد بزيارة الأصدقاء والأقارب، والاستمتاع بأكل الحلوى، وتناول الحليب والفاكهة المجففة والأطباق الشهية المختلفة. ويرتدى الأطفال الملابس الجديدة ويأخذون «العيدية» وهي مبلغ من المال يأخذونه من الكبار كإشارة على الاحتفال بالعيد، بعدها يتدفق هؤلاء الأطفال إلى الشوارع التي تتزين بألوان ملابسهم وحماس روحهم، فيزداد العيد بهجة وسرورا.
عادات أهل المغرب في عيد الفطر
في صبيحة عيد الفطر يلبس الرجال والأولاد الجلباب الرجالي وهو لباس تقليدي يلبسه الرجال في الأعياد والمناسبات وفي كل يوم جمعة؛ لأنه عيد المؤمنين ومنهم من يلبسه في سائر الأيام ومنه أزياء كثيرة ومختلفة ومن كل الأحجام.
وتعد (البلغة) من النعال المغربية التقليدية ولها ألوان مختلفة لكن أشهرها الصفراء التي تلبس مع (الجلابة) و(جبادور) حيث يفضلها المغاربة مع اللباس التقليدي للذهاب إلى الصلاة وزيارة الأهل والأحباب صباح عيد الفطر.
أما النساء المغربيات فتقبلن على شراء الجلابة التقليدية مع النعال (الشربيل) الزاهية كما تحافظ الأسر على شرائها لبناتهن ليظهرن كعرائس جميلات وتخصص للخروج من المنزل لزيارة الأهل والأقارب. وهناك أيضا القفطان المغربي الذي يلبس في الأعراس و الحفلات والمناسبات فقط ولا يمكن الخروج به للشارع مثل الجلابة، ويلبس يوم العيد في البيت لاستقبال الضيوف فتجد كل البنات تلبسن القفطان يوم العيد في البيت.
وما أن تبزغ شمس يوم العيد حتى يبدأ الناس بالتهافت على المساجد والمصليات رجالا ونساء، أطفالا وشيوخا وشبابا لأداء صلاة العيد، التي تعتبر من المؤكدة في يننا الإسلامي .. وتهتز المساجد بالتكبير والتهليل والحمد، مما يضفى على جو هذا اليوم نسمات روحانية تُجسد في النفس معاني التقوى والإيمان.
وبعد أداء صلاة العيد والاستماع إلى الخطبة يشرع المصلون في تبادل التهاني والتبريكات قبل أن يعودوا إلى منازلهم يجتمعون على مائدة الإفطار وبعدها تقدم التهاني لذويه وأقربائهم ويحث الناس على طلب الغفران والعفو من المقربين من 
الذين حدثت بينهم خصومات سابقة.
ويقوم الرجال والنساء بزيارة البيوت واحدا واحدا وملاقاة بعضهم في الشوارع أو الساحات في جو من التسامح ومشاعر الأخوة بقضاء واجبهم والحصول على جزاء واعد لصيام وقيام رمضان المعظم.
- عيد الفطر في تركيا:
يأتي تنظيف البيت التركي، وترتيبه على رأس أولويات المرأة التركية في الأيام الأخيرة من رمضان، إذ لا يمكن للأتراك أن يستقبلوا عيد الفطر (عيد السكر) دون أن تكون بيوتهم نظيفة للغاية، وذلك استعداداً للزيارات العائلية التي تتم خلال العيد.
ولا يقتصر الأمر عند ذلك، بل لابد أن يمتلئ  البيت التركي قبل عيد الفطر بعلب الحلوى والشوكولاتة التي ستقدم للضيوف خلال العيد؛ لذا تذهب العائلات التركية لمتاجر بيع الحلوى في شهر رمضان، وتشترى كميات كبيرة من الحلوى التركية المتميزة تكفي ضيوف عيد الفطر المبارك.
ومن التقاليد التركية الراسخة التي تبث قيمة حب واحترام الكبار في نفوس الأطفال، أن يقبل الطفل يد والده وجده وجدته عندما يحصل منهما على الحلوى في العيد، احتراماً لهم وتعبيراً عن الشكر والامتنان لهذه الهدية البسيطة.
أما بالنسبة للأماكن التي يذهب إليها الأطفال الأتراك خلال عيد الفطر، فالطفل التركي يذهب في الغالب مع أصدقائه لمشاهدة الألعاب التركية الشهيرة، مثل: هاكيفات، والكاراجوز وذلك أيضاً بالمجان دون دفع أي مقابل مادي.
ويستثمر الأتراك عطلة عيد الفطر في الذهاب إلى المنتجعات التركية التي تتميز بجمالها الخلاب، والتي تشهد إقبالاً كبيراً من السائحين العرب والأجانب في هذا الوقت، ومن أشهر تلك المنتجعات: أوزنجول، آيدر، شاطئ لارا، منتجع الجار، منتجع نيرمال، شلالات ديودن، وتلة العرائس.
- عيد الفطر في موريتانيا: خوف من الجن.. ودموع الأطفال!!
يعتبر إعلان موعد عيد الفطر في موريتانيا هو مزج للعديد من المشاعر؛  الأب الذي يرى أن تكاليف الغد وحده تساوي أكثر من دخله لثلاثة أشهر من العمل المتواصل، في مجتمع يتحمل فيه الرجل التكاليف المادية جميعها، فيما تتصارع في نفس النساء والأطفال مخاوف عجز الرجال عن تلبية حاجاتهم التي لا تقبل العذر، وأفراحهم بالمناسبة التي تتزداد فيها فرص الربح.
وفي زاوية من ذاكرة الموريتانيين تلوح صورة مخيفة لأشباح ومخلوقات شريرة تنشط بعد شهر من تصفيد الشياطين. ويحاول كل واحد من هؤلاء السيطرة على هواجسه ومشاعره التي يكره أن يطلع عليها أحد نهاية رمضان.
فما ورث عن الأقدمين في آثارهم، أن شياطين الجن يطلقون جميعهم في هذه الليلة، بعد تقييدهم طيلة الشهر المبارك، مما يستلزم منهم اتخاذ إجراءات احتياطية، بعضها مستقى من التعاليم الاسلامية، والبعض الآخر مستوحى من تقاليد المجتمعات الإفريقية التي امتزجت بثقافة المجتمع الموريتاني.
فأم مريم هي امرأة تأخذ بعضا من "ضمع المباركة" – وهي ثمرة تشبه الصمغ العربي، حيث يكون لدخانها رائحة كريهة لا تطاق- ، ومع ساعات المساء الأولى تجولت في أنحاء منزلها المتواضع، ودخان المباركة يتصاعد في سقف كل غرفة لطرد الأرواح الشريرة.
الأدلة على خطر هذه الليلة على البشر لا تحتاج عناء كبيرا بالنسبة لأم مريم، فكثيرون هم أولئك الذين تعرفهم، أو سمعت عنهم ممن تعرضوا لصفعة من جني فتحول وجه أحدهم إلى قفاه. ولا وقت لديها لنقاش الأمر، ومن يناكف ذلك فهو مخالف للتقاليد وينكر ما وجد عليه الموريتانيون آبائهم.
من ناحية أخرى وفي العرف الموريتاني يلزم الرجل بشراء ملابس جميع أفراد عائلة زوجته، في عيد الفطر، وعليه شراء كبش أو اثنين لهم في عيد الأضحى، وإن أرسل لهم "الواجب" -كما يسمى محليا- نقدا يكون أفضل. 
يضاف إلى ذلك أن موعد افتتاح السنة الدراسية الجديدة سيكون بعد أسبوع واحد من العيد، وما يرافقه من ضرورات الملابس والأدوات المدرسية ورسوم التسجيل في دولة تفوق مدارسها الخصوصية مدارسها النظامية عددا وعدة. كل هذه الأمور جعلت الأطفال في هذا العيد أكثر عرضة للحرمان من الملابس التي ترسم الفرحة على قسماتهم، ومن ثم قضائهم العيد بين الدموع والنحيب.
كانت هذه هي احتفالات بعض الدول بعيد الفطر المبارك، وفي حين يتشابه بعضها إلى حد كبير، يأتي البعض الآخر كي يكون غريبا إلى حد أكبر وأكبر. وبغض النظر عن عادات ومعتقدات البعض، فليس لنا سوى أن نقول عيد سعيد، وكل عام وأنتم بخير...