فانوس رمضان 2012 ثورة وميدان .. وصور للشهداء!!

يعتبر "فانوس رمضان" من أهم وأشهر مظاهر شهر رمضان في مصر منذ عهد الدولة الفاطمية إلي الآن حتى أصبح رمزا مميزا لهذا الشهر الفضيل، فلا يخلو بيت أو شارع في جميع أنحاء مصر من فانوس رمضان على مدار أيام الشهر الكريم. 
ويحرص المصريون على تطوير فانوس رمضان في كل عام وإطلاق أشكال وأسماء بعينها على كل نوع من الفوانيس المعروضة، لجذب الزبائن وإدخال الفرحة والبهجة في قلوب الأطفال والكبار على حد سواء. 
أما هذا العام فإن فوانيس رمضان تنوعت أسماؤها وأشكالها وظهرت مسميات جديدة تواكب الأحداث التي تعيشها مصر حاليا بعد ثورة 25 يناير.
علم مصر وصور الشهداء:
وفي كل عام يشهد سوق الفوانيس تراجعا كبيرا للفوانيس الصينية وزيادة طفيفة للمنتج المحلي، ورغم قلة المعروض وارتفاع الأسعار التي تتراوح بين 40 جنيها و500 جنيه فالإقبال علي الشراء يبدو محدودا وأقل بكثير عما كانت عليه عملية الشراء في الأعوام الماضية، وغالبية المشترين يكتفون بالفرجة والمشاهدة ولكنهم يسألون عن الفوانيس التي تعبر عن روح الثورة المصرية، والتي تبدو قليلة العدد وغالية الثمن، وتزدان فقط بعلم مصر وصور الشهداء، وهو فانوس محلي الصنع وكان كثير من الزبائن يتوقعون مشاهدة فوانيس عليها رسومات أو تصدر أصواتا ساخرة عن رموز الفساد في النظام المصري السابق.
أشهر أسماء فوانيس رمضان هذا العام:
ومن أشهر الأسماء التي أطلقت على فوانيس رمضان هذا العام "الثورة" و"التحرير"  تعبيرا عن أحداث ثورة 25 يناير التي أسقطت النظام السابق وبدأ عهد جديد في مصر، و لم تقتصر الأسماء على الجوانب السياسية فقط بل امتدت لتشمل أسماء تراثية وكارتونية مثل فانوس "علاء الدين" و"كرومبو" و"ميكي ماوس" و"بكار" و"بوجي وطمطم".
المصري ينافس الصيني:
فوانيس رمضان هذا العام موديلات مصرية خالصة بطعم الثورة، يصممها صناع مهرة وطلاب في الجامعات المصرية حيث تزينت كل هذه الفوانيس بطعم الثورة المصرية، فظهرت للجمهور بالعلم المصري وصور شهداء 25 يناير وظهرت بعض الفوانيس المستوردة وهي علي شكل دبابة يجلس علي ظهرها جندي وهويطلق النيران ويحمل فانوسا يغني "وحوي يا وحوي".
فانوس يسخر من رموز الفساد:
من ناحية أخري ينتظر البعض فوانيس بأشكال وألوان وموديلات مختلفة تجسد أحداث ومشاهد ثورة 25 من يناير، ويتوقع البعض أن يجد الفانوس الذي يسخر أو يتهكم علي رموز الفساد في نظام الحكم المصري السابق، وآخر يغني للحرية التي ينشدها المصريون، وثالثا يحمل صور شهداء الثورة ويمجدهم أسوة بفوانيس الصين التي طرحت خلال الأعوام الماضية، وكانت تحمل صور نجوم الكرة أو صور الفنانين وغيرهم، وفانوس كرومبو والدب والعروسة توك توك، وغيرها من أسماء الفوانيس التي كانت تحمل أسماء تجلب الغثيان أو تستخف بعقلية المواطن والطفل المصري.
توقعات بإقبال محدود:
من المتوقع أن يشهد سوق الفوانيس في مصر هذا العام إقبالا محدودا من جانب المواطنين عما كان عليه في الأعوام السابقة، ويفسر البعض هذا التراجع بانشغال المصريين بأحداث الثورة ومتابعة نتائجها ومراقبة المحاكمات التي تجري لرموز الفساد في النظام المصري السابق، فضلا عن ارتفاع أسعار الفوانيس المعروضة وغالبيتها من الإنتاج المحلي.
لمحة تاريخية:
لسنوات طويلة كان الفانوس "أبو شمعة" أحد أهم مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم في كافة ربوع مصر؛ حيث كان الأطفال يحملونه، ويسيرون به في الشوارع مرددين الأغاني الفولكلورية المميزة مثل‮: "وحوي‮.. ‬يا وحوي‮، ‬ورمضان جانا‮، ‬وحالو‮.. ‬يا حالو‮.. ‬رمضان كريم يا حالو‮" في تعبير واضح عن الفرحة بقدوم شهر الصوم. ولم يكن الأمر يقتصر على الصغار وحدهم؛ حيث كان الكبار أيضًا يقبلون على شرائه بهدف الزينة؛ ‮‬ابتهاجًا بقدوم الضيف العزيز.
وهناك العديد من القصص عن أصل الفانوس، وأحد هذه القصص أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يخرجون معه ليضيئوا له الطريق وكان كل طفل يحمل فانوسه ويقوم الأطفال معاً بغناء بعض الأغاني الجميلة تعبيراً عن سعادتهم باستقبال شهر رمضان.
وهناك قصة أخرى عن أحد الخلفاء الفاطميين أنه أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.
وتروى قصة ثالثة أنه خلال العصر الفاطمي، لم يكن يُسمح للنساء بترك بيوتهن إلا في شهر رمضان، وكان يسبقهن غلام يحمل فانوساً لتنبيه الرجال بوجود سيدة في الطريق لكي يبتعدوا، بهذا الشكل كانت النساء تستمتعن بالخروج وفى نفس الوقت لا يراهن الرجال، وهناك قصة أخرى تقول أن الفانوس تقليد قبطي مرتبط بوقت الكريسماس حيث كان الناس يستخدمونه ويستخدمون الشموع الملونة في الاحتفال بالكريسماس.
انتشار ظاهرة الفانوس المصري إلى العالم
وانتقلت فكرة الفانوس المصري إلى أغلب الدول العربية، فأصبح جزءا من تقاليد شهر رمضان، لاسيما في دمشق وحلب والقدس وغزة وغيرها.