إلهام أباظة : العلاقات العامة .. وظيفة تناسب المرأة أكثر من الرجل!!

مقدمة:
لم تعتمد على أنها تنتمى لواحدة من أكبر عائلات مصر وهى تشق طريقها للعمل ... فقد حققت نجاحها فى مجال العلاقات العامة متسلحة بثقافتها ولغتها وموهبتها، صانعة لنفسها كياناً متميزاً ... ومدرسة تربى فيها جيل كامل من الشباب المحبين لهذا المجال ... ومن رحلة البداية إلى الآن قصة من النجاح ترويها لنا السيدة / إلهام أباظة – خبيرة العلاقات العامة وواحدة من أهم من يعملون فى هذا المجال فى مصر.
تقول إلهام أباظة:
تخرجت فى كلية الآداب "قسم اللغة الفرنسية" وفور تخرجى عملت فى هيئة التصنيع (والتى أصبح اسمها فيما بعد هيئة التنمية الصناعية) وتخصصت فى مجال العلاقات العامة ... وقد أكسبتنى هذه الفترة خبرة كبيرة تدرجت خلالها فى عدة مناصب، حتى أصبحت مديراً عاماً فى الهيئة ثم مستشاراً للعلاقات العامة. 
وبعد انتهاء فترة خدمتى بالهيئة لم أبتعد عن هذا المجال الذى عشقته ووهبته حياتى؛ وهو العلاقات العامة ولهذا أسست شركة خاصة بى فى هذا المجال ... أضع فيها حب وخبرة السنين ... ولهذا أشعر دائماً مع كل حدث أو احتفال أنظمه بأننى أمارس عملاً أحبه.
حلقة اتصال:
لازال الناس فى مصر غير مدركين بشكل كاف أهمية العلاقات العامة بعكس الخارج
لماذا كل هذا الاهتمام بالعلاقات العامة وهل ندرك أهميته في بلادنا مثلما تفعل الدول المتقدمة؟
- حتى الآن لم يأخذ هذا المجال حقه من التقدير والانتشار الكافى فى مصر ... حيث تغيب عنا أهمية وقيمة الدور الذى تلعبه العلاقات العامة فى حياتنا، والإطار العام والهام لهذا الدور من كونه يمثل حلقة الاتصال بين الجهة التى يمثلها، والعالم الخارجى كله لإنجاح فكرة أو هدف معين ... وأتصور أن العلاقات العامة فى الخارج لها مساحة كبيرة من الانتشار والتقدير وتأخذ حجمها الطبيعى.
ماذا تركت وراءك كمدير للعلاقات العامة بهيئة التنمية الصناعية؟
- تركت جيلاً من الشباب المحب للعلاقات العامة ... دربتهم وأكسبتهم الخبرة، وهم بالفعل لديهم إمكانيات وقدرات تؤهلهم لأن يكون كل منهم رائداً ومديراً فى هذا المجال.
ثروتى: 
صنعت جيلاً من الشباب الذين يحققون نجاحاً الآن فى هذا المجال
ما هى أدواتك؟
- أهم شئ هو مصادرى وعلاقاتى التى أعتبرها بحق هى ثروتى الحقيقية ... بالإضافة للغة فهي مهمة جداً ... ثم الذوق والإحساس بالأشياء فهما أيضاً من الأدوات الهامة ... ولهذا كنت دائماً أرى أن العلاقات العامة وظيفة مناسبة للمرأة ربما أكثر من الرجل ... وأنا هنا لا أقلل من قيمة الرجال فى هذا المجال، فهناك رجال يعملون به ويحققون نجاحاً كبيرا، ولكن ربما لدى المرأة قدرات فنية ومهارية أكبر وليس فقط بالمسائل الإدارية والمالية.
أشعر دائماً بأننى أمارس عملاً أحبه ولهذا أحقق فيه ذاتى
وهل من يمتلكون هذه المهارات لديهم أيضاً قدرة على ضبط النواحى المالية لأى حفلة أو مناسبة؟
- هذا صحيح، فبالإمكان تنظيم شيئ جميل وجذاب بتكلفة معقولة، وهنا تبرز الموهبة فى الأفكار وكيفية توظيفها بشكل جيد ومؤثر.
ما هى محطات النجاح فى حياتك؟
- محطات نجاحى الرئيسية حققتها خلال عملى بهيئة التنمية الصناعية من خلال تنظيمى للحفلات والمؤتمرات الخاصة بالصناعة، وكانت عبارات الثناء التى أسمعها بعد كل احتفال من الحاضرين تسعدنى أكثر من أى شئ، وبعضهم كان من الوفود الأجنبية التى تزور مصر، وكانوا يقولون أن مستوى تنظيمك لهذه المناسبات لا يقل عن أى شركة علاقات عامة عالمية ... كلام جميل وكان يسعدنى ويدخل الفرحة على قلبى أكثر من أى شئ آخر ... أما من خلال شركتى الخاصة فقد أنجزت عددا من الحفلات والمؤتمرات لشركات وجهات ولاقت قبولاً طيباً جعلنى أشعر بالحياة، وبأننى أحقق ذاتى من خلال أفكارى وتجاربى.
فريق عمل
ما أكثر ما تركزين عليه فى تنظيمك للحفلات والمؤتمرات؟
- المناخ العام للمكان هو الذى يوحى لى بما سأفعله، ثم يأتى فريق العمل الذى أتعاون معه ... وكذلك العلاقات مع الجهات التى أتعامل معها فى تنظيم الاحتفال أو المؤتمر... مثل الفنادق للحصول على أسعار جيدة، كذلك مصممى الورود ... وغيرهم ... والأفراح والحفلات، وربما أترك مجالاً واسعاً للإبداع والابتكار.
أما المؤتمرات فيكون بها قيود بعض الشئ؛ لأنها تكون حفلات شبه رسمية، ويراعى فيها عدم البهرجة والإثارة التى قد نجدها فى الحفلات العادية.
محطات نجاحى الهامة حققتها أثناء عملى بهيئة التنمية الصناعية
بجانب عملك فى مجال العلاقات العامة ... هل كان لك إسهام فى مجال العمل الاجتماعى؟
- أنا عضوة فى جمعية المستثمرات العرب مع السيدة/ هدى يسى ... وكذلك فى الليونز مع السيدة/ عواطف سراج الدين ... ومؤخراً بدأت أشارك معهم فى الأنشطة الاجتماعية المختلفة، وربما فى الماضى كان صعباً بعض الشئ نتيجة لالتزامات الوظيفة، ولكن الآن ومع عملى الخاص أصبح لدى متسع من الوقت لممارسة العمل الخيرى الاجتماعى.
ما أهم قضية من وجهة نظرك تحتاج إلى تكاتف جهود المجتمع المدنى للنهوض بها؟
- التعليم ... وأتمنى أن أشارك فى مشروعات تنموية للنهوض به؛ لأنه فى رأيي السبب الرئيسى لكل مشاكلنا ... ولولا هذا "الجهل" المتفشى لما وصلنا إلى ما نحن فيه الآن.
جسر للتواصل 
ما هى نصائحك لمن يلتحقون للعمل فى مجال العلاقات العامة؟
- عدة نصائح أقدمها... أهما الثقافة؛ لأن المعرفة والإطلاع شئ مهم لتحقيق التواصل والفهم بنواحى الحياة... ثم اللغة؛ لأنها جسر هام للغاية للتواصل مع الآخر... ثم المظهر والحضور فى طريقة العرض وأسلوب الكلام.
اللغة والمظهر والأداء العام أدوات هامة لمن يعملون فى العلاقات العامة
ومستقبل العلاقات العامة ... كيف ترينه؟
- فى الوقت الراهن لا أستطيع أن أجزم بأنه سيحقق انتشاراً أو ازدهاراً كبيراً نظراً للظروف الاقتصادية التى نعيشها ... لكن ربما مع استقرار الأوضاع السياسية، وعودة حركة الاستثمار والنشاط الاقتصادى يكون للعلاقات العامة دور أكبر ... أما حالياً فهو دور محدود فى إطار أشخاص أو جهات معينة تستعين لفهمها بأهمية هذا الدور وتأثيره.