أرامل الكاميرون بين ألام الفراق والتعرض للاغتصاب من قبل اشقاء الزوج

كانت ماري مارجريت ندومكيو مازالت تبكي زوجها الذي توفى مؤخرا، عندما فوجئت بشقيقه الأكبر يقترب من فراشها مطالبا إياها بممارسة الجنس معه، التزاما بطقس أسري غريب.
وتقول ندومكيو/ 39 عام ا/ :"بعد دفن زوجي.. أتى شقيقه الأكبر إلى غرفتي لأداء واجبه.. بحسب ماقال".
وقالت المرأة المكلومة وقد امتلأت عيناها بالدموع:"عندما رفضت ممارسة الجنس معه، اغتصبني، وأوضح أنه مجبر على ذلك احتراما لتقاليد أسلافنا". وقد أيدت أسرة زوجها الراحل بشكل تام ما أقدم عليه الشقيق.
ويقول المتمسكون بالتقاليد إنهم يحافظون فقط على تقليد نص عليه العهد القديم في سفر التثنية اسمه "زواج السلفة"، وهو يطالب شقيق الزوج المتوفى بالزواج من أرملة شقيقه.
ليست هذه العادة أمرا غريبا على المجتمع الكاميروني، حيث تعيش ندومكيو، والامر نفسه متبع في بلدان أخرى بمنطقة غرب وسط أفريقيا، وبينها جمهورية الكونغو الديمقراطية والجابون.
وتعترف الحكومة في ياوندي بأنه ليس في وسعها توفير الحماية للأرامل اللاتي قد يقعن ضحية ما يصفه نشطاء بالاعتداء البدني.
وتقول ماري تيريزا أبينا أوندوا وزير الاسرة وتمكين المرأة في الكاميرون إن الحكومة تفضل الحديث مع الأسر حول هذه القضية بدلا من نقل الأرامل إلى أماكن أخرى لتوفير الحماية لهن.
وقالت الوزيرة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ):
" لدينا فرق للوساطة يمكن إرسالها للتحدث مع الأسرة سعيا للحيلولة دون تنفيذ تلك الطقوس". ويحاول الوسطاء أن يشرحوا للاسر أضرار ومساوئ إكراه الأرملة على الزواج من شقيق زوجها المتوفى. ويحدث في بعض الأحيان أن يوافق أشقاء المتوفى على اداء طقس رمزي بدلا من ممارسة الجنس بالإكراه مع الأرملة.
وتقول الحكومة إنها صعدت تحركاتها خلال العام الماضي للتصدي للظاهرة وانها الان تقدم استشارات نفسية للأرامل اللاتي تعرضن للاغتصاب من قبل أشقاء أزواجهن الراحلين.
وتقدم الدولة أيضا مساعدة قانونية كي تتمكن الأرامل من اقامة دعاوى قضائية للمطالبة بميراثهن، في حال حاولت أسرة الزوج المتوفى الاستئثار بكل ممتلكاته وحرمان زوجته من حقوقها.
كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال مؤخرا:
"يحرم عدد كبير للغاية من الأرامل من الميراث وملكية الأراضي وسبل الرزق والضمان الاجتماعي والرعاية الصحية والتعليم.. والأرجح أن أطفالهن يتسربون من التعليم ليصبحوا أسرى للفقر".
وفي المجتمعات القديمة عندما سادت الأسس القبلية القوية، حيث كانت المرأة عاجزة عن كسب قوتها، كان تقليد زواج الأرملة من شقيق زوجها الراحل او ما يعرف بزواج "السلفة" يهدف إلى ضمان ألا تجد الأرملة نفسها تواجه الحياة بمفردها.
ويوضح مبونجي إدجنجويلي رئيس قسم علم الإنسان (الانثروبولوجي) بجامعة ياوندي : "تاريخيا كان هذا التقليد يمارس لإبقاء الارملة داخل الأسرة ومنحها رجلا يعتني بها وبأولادها. كانت المرأة تعد جزءا من الميراث الذي تركه الراحل".
وأضاف:
"أما اليوم.. فإن هذا التقليد بات يؤدي إلى الكثير من المساوئ". لم يحتمل بعض الأرامل اللاتي تعرضن لهذا النوع من الاعتداء، وقمن بإنشاء جمعية خيرية أطلقن عليها "أرامل الكاميرون" بهدف مساعدة النساء اللاتي يعانين من معاملة ظالمة بعد وفاة أزواجهن".
وتقول إيفيت مبوندو رئيسة الجمعية: " لدينا الكثير من الشهادات حول اغتصاب أرامل من قبل أشقاء أزواجهن الراحلين".
وتضيف:
"هناك أيضا الكثير من الممارسات المهينة مثل إجبار الأرملة على النوم على الأرض وحرمانها من غسل شعرها أو استخدام الزينة لعدة أيام".
اما أشهر جانب من تلك الطقوس فهو ما يطلق عليه عملية "التطهر" والتي تقوم به الأرملة في نهاية فترة الحداد.
تخرج الأرملة عارية وتسير عبر طرقات القرية وصولا للنهر من أجل التطهر.. وخلال مسيرتها إلى النهر ينظر إليها الناس كما لو كانت حيوانا في السيرك".
ويقول نشطاء واكاديميون إن النساء غالبا ما يشعرن بخوف بالغ من جماع السلفة هذا، حيث يقال لهن إن عدم الإذعان لذلك قد يجلب عليهن غضب الآلهة .. وهناك أخريات لا يعرفن حقوقهن ويستجبن لأوامر أسرة الزوج الراحل".