الصداقة بين الرجال .. كتاب على الجميع قراءته وتعلم ما به من دروس

ابحث عن الشخص الذي يشاركك الكثير من الاهتمامات والقيم فهذا سيقرب المسافات بينكما ويقوي الروابط
ابحث عن الشخص الذي يشاركك الكثير من الاهتمامات والقيم فهذا سيقرب المسافات بينكما ويقوي الروابط

الصداقة أسمى معاني الحياة، فلا يستطيع إنسان أن يحيا في هذه الدنيا بدون رفيق يحمل معه أثقالها يشاركه لحظات الحزن قبل الفرح، يمد له يد العون عند الحاجة، يتحدث بلسانه عندما يعجز عن الكلام، وتنتشر هذه العلاقة الخاصة بين بني البشر رجالا ونساء؛ فهناك صداقة بين امرأة وامرأة وصداقة بين رجل وامرأة وبالطبع بين الرجال أنفسهم.
وتتسم علاقة الصداقة بين الرجال بطابع خاص يرتقي بها عن غيرها من أنواع الصداقات الأخرى، فكما تحمل الأمطار الخير معها تحمل هذه العلاقة الإنسانية دروسا حياتية غاية في الأهمية نحن جميعا بحاجة لتعلمها وتطبيقها بصورة عملية من أجل حياة أكثر إنسانية.
الولاء مهما تغيرت الحياة:
يمثل الولاء أبرز سمة لعلاقة الصداقة بين الرجال، فدائما ومهما تبدلت الأحوال يبقى الصديق الحقيقي بجانب صديقه حتى لو كان على وشك القيام بشيء غبي أو متهور، فنرى الرجل يساند صديقه ويلازمه في كل ظروف الحياة معنى يبدأ بالقول ويصدقه بالفعل، فإذا كنت ستبني بيتا سأٌقف معك، لو خضت تجربة قاسية مثل الطلاق لن أتخلى عنك، حينها يشعر الإنسان بالراحة ويسهل عليه تخطي الأزمات، كل هذا لوجود شخص مخلص يدفعه بقوة للصمود.
وعلامات الولاء للصديق هي:
- فهم المعنى الحقيقي للولاء وهو أن تجعل اهتماماتك الخاصة تأتي في المرتبة الثانية بعد صديقك.. ببساطة أن يكون صديقك أهم عندك من نفسك.
- الاستعداد للتضحية من أجله بدون تردد أو تفكير.
- الإيمان بأن هذا الولاء شيء مفيد لك قبل أن يكون مفيداً له.
- إدراك الثمن الذي ستدفعه مقابل هذا الولاء.
المال لا يعني شيئا بالمقارنة مع الصديق:
رغم أهمية المال في الحياة اليومية عامة والأسرية خاصة، لا يجب أن يدخل في العلاقة بينك وبين صديقك، أي عليك تجنيب أي مشكلات مادية وعدم ربطها بعلاقة الصداقة.
وللحفاظ على صداقتك عندما يتعلق الأمر بالمال تعلم هذا:
- إذا كان صديقك بحاجة إلى المال أعطه له، لكن في صورة هدية لا سلفة لأنكما كيان واحد. 
- لا تسأله عن مال قد منحته له، إنما اتركه ليعيده لك عندما تتاح له الفرصة لأن طلب استرداد المال يصنع شرخا بين الصديقين لا يمكن إصلاحه.
- من الأفضل أن تتجنب الدخول معه في شراكة عمل؛ لأنها تفتح البال لكثير من المشكلات التي تضيع روح الصداقة.
- عند الذهاب معه إلى أي مكان يفضل أن يدفع كل منكما لنفسه الحساب منعا للحرج.
قلل التنافس بين الأصدقاء على قدر الإمكان:
ليس هناك مشكلة لوجود التنافس بين الأصدقاء، لكن عند محاولتك لتكون أفضل من صديقك في كل شيء قد يكون تصرفاً غير صحي، لذلك يجب أن تتعلم كيف تميز بين التنافس الصحي وغير ذلك حتى تتمكن من إبقاء هذه العلاقة والحفاظ عليها؛ لأنك إن بالغت في التنافس قد يعني هذا انتهاء صداقة لا يمكن تعويضها.
وحتى يكون التنافس صحياً غير مؤثر على الصداقة اتبع الآتي:
- توقف عن إظهار تميزك عن صديقك في نوعية الملابس، المسكن وغيرها من مستلزمات الحياة.
- يجب أن يكون التنافس مع الصديق في مجال الرياضة فقط؛ لأن كليكما سوف يشعر بالمتعة حتى لو كان هناك خاسر والآخر فائز.
- عندما يحقق صديقك إنجازاً قد حققته أنت منذ وقت سابق لا تقل له ذلك، بل هنئه عليه وأشعره أنه قام بعمل عظيم وكأنك تسمعه لأول مرة في حياتك ولا تقل له "أنا فعلت هذا من قبل".
- تجنب التنافس المالي بينكما على قدر الإمكان فهو يزرع الغيرة وهي أقرب الطرق إلى ضياع الصداقة.
- عند التحدث عن المظهر الخارجي يمكنكما فتح حوار عن المظهر الصحي بدلا من الملبس.
- إذا كنت مرتبطاً عاطفيا بينما لا يملك صديقك هذا لا تحاول الإكثار من الحديث عنه حتى لا تشعره بالإحباط ومراعاة لمشاعره.
الصديق الصحيح هو مفتاح إنجاح الصداقة:
لتنعم بعلاقة صداقة خالدة يجب أن تختار الشخص المناسب ليكون صديقا لك، وهنا بعض الخطوات التي ستساعدك على انتقاء رفيق الحياة:
- ابحث عن الشخص الذي يشاركك الكثير من الاهتمامات والقيم، فهذا سيقرب المسافات بينكما ويقوي الروابط.
- عندما تقع عينيك على شخص ما اشترك معه في أنشطة قيمة كالتطوع في عمل خيري، ممارسة الرياضة، قراءة بعض الكتب حتى تقترب من اكتشافه وتذيب الثلوج بينكما.
- كن حكيماً ولا تتسرع في الاختيار، ثق بحدسك فإذا اخترت شخصاً ليكون صديقا لك وعاملك في البداية بنوع من الازدراء لا تتسرع في الحكم عليه وامنحه فرصة أخرى تقوي الصلة بينكما.
- أبرز ما لديك من قيم ومباديء جيدة حتى تجذب إليك الصديق المناسب الذي يميل إلى هذا النوع من الصفات وكن دائما مجاملاً ومستمعاً للغير بأسلوب مهذب.
لا تترك صديقك معلقاً والتزم بوعودك له:
بين الأصدقاء هناك العديد من الوعود والالتزامات التي ينطق بها كل منهما للآخر، فإذا عاهدت عليك الوفاء بتلك العهود خاصة مع صديقك، وهنا بعض النصائح التي تذكرك وتساعدك دائما على التحلي بصفة الوفاء:
- لا تنطق بأي وعد إلا إذا تأكدت من قدرتك على الوفاء به.
- دائما كرر الوعد الذي أخذته مع نفسك حتى ينطبع بذاكرتك.
- يجب أن يكون وعدك محدداً وواضحاً حتى لا يحدث بينكما سوء فهم. 
- حدد الأسباب التي دفعتك للإقرار بذلك الوعد.
- اعلم الخطوات الضرورية التي ستساعدك على الحفاظ بما وعدت.
- أدخل معكما طرفاً ثالثاً كوسيلة ضغط حتى لا تفكر في التخلي عن وعدك وتعريض نفسك للإحراج أمام الآخرين.
دعائم الصداقة الحقيقية بالنسبة للرجل هي:
- الألفة والحميمية.
- المشاركة.
- الصلاح.
- التضحية.
- الشفافية.
- نكران الذات.
بعد قراءة هذه الدروس حاول -عزيزي القارئ- رجلا كنت أو امرأة النظر إليها نظرة متأمل وشخص حريص على التعلم والتطبيق الفعلي لها، حتى تصل بعلاقة الصداقة إلى صورة أقرب للكمال وتدعمها بهذه الروابط القوية؛ لأنها سفينة النجاة حين ترتفع أمواج الحياة.