فرض الخدمة العسكرية على المرأة المصرية حلم أم كابوس؟

وتبقى أسلحة البنات بقى بالجيش الصويت واللطم وفي الانتصار هيبقى الله أكبر ووراها سمعونا زغروتة
وتبقى أسلحة البنات بقى بالجيش الصويت واللطم وفي الانتصار هيبقى الله أكبر ووراها سمعونا زغروتة

الجيش قلب الدولة، ومصدر بقائها كما تقاس قوتها بقوة جيشها ولما له من قيمة لاتقدر بثمن أصبح الانتماء إليه وتأدية الخدمة العسكرية به واجب وطني، اختصت الرجال به لما يتطلبه من قوة وجلد من حيث نوعية التدريبات العسكرية والتعليمات الصارمة التي توجه لهم بالإضافة إلى تجهيزهم للقتال في صفوفه خلال أوقات الحرب.
واقتصرت مشاركة المرأة في الجيش على الأعمال الإدارية والطبية بعيدا عن ممارسات الرجال وخوض المعارك، لكن ماذا لو فرضت الخدمة العسكرية على المرأة واضطرت للقيام بما يقوم به الرجال وتقدمت مثلهم في صفوف القتال؟ هل ستحتمل طبيعة المرأة هذا الواجب أم أنها غير مناسبة له من نواحٍ كثيرة جسدية، واجتماعية أو حتى فيما يتعلق بالعادات والتقاليد الشرقية؟
لقد أثارت هذه الفكرة الرأي العام حين قامت بعض عضوات مجلس الشعب بالتقدم بطلب للقضاء المصري من أجل جعل الخدمة العسكرية إجبارية على المرأة مثل الرجل كنوع من المساواة، وها نحن نثيرها مرة أخرى ولكن ليس مناداة بها أو تشجيعا لها ولكن للتعرف على رؤية المجتمع بمختلف طبقاته وتوقعاتهم من حيث آثارها الإيجابية أو السلبية.
وجهة نظر الرجل كوالد، زوج أو أخ:
يختلف الرجال في وجهات النظر بين مؤيد ومعارض فيما يتعلق بمختلف قضايا المرأة، إلا انهم اتفقوا وتوحدت آرائهم في هذه القضية على وجه الخصوص حيث كان جواب كل من طرح هذا السؤال عليهم "أنا غير موافق تماما على فرض الخدمة العسكرية على المرأة".
 وكان من بينهم الأستاذ أسامة السيد مدرس الرياضات حيث قال:
"أرى أن الله سبحانه وتعالى قد اختص الرجل بمقومات والمرأة بمقومات أخرى لكي يتكامل الطرفان وليس لكي يتقلد كل منهم مهام الآخر".
فعلى سبيل المثال يتمتع الرجل بالقوة الجسمانية دون المرأة وتتمتع المرأة بالنظام والصبر دون الرجل فلذلك أرى أن الخدمة العسكرية للمرأة ليست بجدية ويمكن أن
 يكون لها دور أثناء الحروب بما يتناسب مع طبيعتها دون أن يؤثر ذلك عليها سلبا".
وأيد الأستاذ محمد سلامة أخصائي كمبيوتر نفس الرأي وطرح أسبابه والتي كانت:
"لا أوافق على تجنيد المرأة بالجيش، لأنني لا أأمن على ابنتي أو أختي وهذا لأننا في وسط شرقي يحدد خروج الفتاة وحدها من البيت فكيف يسمح لها بالمبيت لأيام عديدة خلال الخدمة العسكرية..".
رأي المرأة كأم في هذه القضية:
رغم اتفاق الرجال على رأي موحد، تنوعت آراء النساء فمنهن من أيدت تجنيد المرأة في الجيش معتبرة ذلك نوعا من المساواة والتكريم للمرأة للتعبير عما لديها من قدرات كثيرة حباها بها الله ولابد من استغلالها، فهي لاتقل عن الرجل في أي شيء حتى في القدرات الجسمانية، وكانت هناك ملاحظة هامة أن من وافقن على هذا المبدأ كن في سن الشباب وهذا دليل على اتسام جيل شباب النساء بنوع من العصرية والجرأة ولا عجب، فقد شاركت آلاف النساء وخاصة ممن تراوحت أعمارهن بين العشرينات والثلاثينات في ثورة 25 يناير ولم تخشين طلقات الرصاص ولا تزاحم الرجال بكل قوة وعزيمة، ومنهن من قدمت روحها فداءا للوطن وهذا دليل على أن المرأة مثلها مثل الرجل عندما يتعلق الأمر بالتضحية من أجل رفعة وتحرير الوطن.
وعلى الجانب الآخر رفضت أخريات من السيدات هذا المبدأ وكان من بينهن الأستاذة ماجدة عبد الوهاب وتعمل (وكيل إعدادي) بالتربية والتعليم ،حيث عبرت عن وجهة نظرها في السطور التالية:
"بالنسبة لموضوع تجنيد الفتاة العربية التي نشأت وتربت على القيم الإسلامية كان يقتصر دورها فيما مضى إما على مساندة الرجال في الحروب مثل تقديم الطعام والشراب للجنود، بالإضافة إلى تمريض الجرحى أو حث أزواجهن بكلمات التشجيع حين تقلن لهن حاربوا دفاعا عن الدين والوطن وهن في بيوتهن.
أما فتيات العصر الحالي فلايمكن لهن بأي حال من الأحوال خوض المعارك والحروب لأنهن مرفهات تربين على الحياة السهلة دون التعرض للمصاعب، ولذلك لايمكن أن يتحملن الحياة العسكرية وترك منازل الأهل لفترات طويلة أو القيام بتمرينات وتدريبات قاسية، علاوة على حمل السلاح، فللمرأة رسالة أكثر أهمية ألا وهي تكوين أسرة وإنجاب أطفال تربيهم على المباديء الخلاقة الحسنة وحب الوطن لتقدمهم هدية يستفاد بها في جميع مجالات الحياة".
الخدمة العسكرية للمرأة ومدى مناسبتها لها من الناحية الجسدية:
وبالتحدث مع متخصصة في اللياقة البدنية والتربية الرياضية كان رأيها مخالفا للمعتقدات السائدة عن أن المرأة كائن ضعيف البنية لايحتمل التدريبات العسكرية القاسية، حيث صرحت لنا عن مناسبة المرأة لهذه المهمة من الناحية الجسمانية وكانت هي مثال واقعي للمتدربة والمدربة والأم فهيا نرى ماذا قالت:
"بصفتي خريجة تربية رياضية وعاشقة للرياضة وأعمل بهذا المجال كمدربة ومعلمة، أرى أن التدريبات العسكرية نوع من أنواع الرياضة ولو تم تطبيقها بالنسبة لي شخصيا فسأرحب بذلك، فبالرغم من اعتقاد الكثيرين أن المرأة لاتقدر على ذلك، فأنا بصفتي ممارسة للرياضة منذ الصغر ودارسة لقدرات المرأة الجسمانية أقول أن المرأة من الناحية الجسدية والأنثوية لايعيقها شيء عن تأدية الخدمة العسكرية بما بها من تدريبات.
فقد اشتركت في الكثير من الألعاب والبطولات التي كانت تنافس خلالها مع الرجال وتثبت تفوقها عليهم في كثير من الأحيان، وهذا يعني أن المرأة جديرة بأن تمارس أي شيء ويمكن أن تثبت نفسها في أي مجال.
كما أن هذا النوع من التدريبات لايؤثر سلبا على جسم المرأة بأي شكل وهذا على عكس ما تعتقده الكثيرات من النساء والفتيات أن للرياضة تسبب ضررا على جسم المرأة فيما يتعلق بالزواج والإنجاب، لكنني أؤكد لهن أنني ممارسة للألعاب التي تتطلب قوة وعنف، وأنا متزوجة ولدي طفل ولم تؤثر على هذه التدريبات إلا بالإيجاب والأفضل من الناحية النفسية والجسدية، وفي النهاية أشجع الخدمة العسكرية للمرأة".
رأي الفتيات في عمر الزهور:
لايمكن أن ننسى وجهات نظر الجيل الصاعد من الفتيات، فبما أننا تعرفنا على آراء مختلف الأعمار سواء في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر، لايجب أن ننسى أن من هم في عمر الزهور وسن المراهقة قد تكون لهن وجهات نظر يجب احترامها، فقد نجد لدى فتياتنا الصغار أفكار بناءة تمدنا بدعائم المستقبل الذي نعده من أجلهن، وفي هذا السياق قدمت مجموعة من الفتيات رأيهن في الخدمة العسكرية بصورة حماسية فقلن:
"نعم نوافق على أداء الخدمة العسكرية مثل الرجال فهذا عدل ومساواة بين الولد والبنت ولدينا أسبابنا لهذا التأييد ألا وهي:
1- لحماية الفتيات من أخطار هذا الزمن.
2- لدفاع الفتيات عن أرواحهم.
3- حتى يشاركن في الحروب مثل الرجال.
4- الخدمة العسكرية تعلمهم الاعتماد على النفس والجرأة والشجاعة.
5- والفتيات بطبعهن أكثر تفوقا عن الرجال".
تأثير الخدمة العسكرية على حياة المرأة الاجتماعية:
بالطبع إذا فرضت الخدمة العسكرية على المرأة سيكون لها بعض الآثار على حياتها الاجتماعية فقد ذكرت الدكتورة (عبلة الحكيم) أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن التجنيد لايناسب طبيعة المرأة ومع ذلك هناك عدد مختلف من الآراء والاتجاهات في مجتمعنا فقد تلقى هذه الدعوة قبولا من بعض الفئات التي تنظر للموضوع على أنه مزيد من الحرية والمشاركة الاجتماعية، بينما سيكون هناك اتجاه آخر وهو الرفض من جانب الأسرة خوفا منها على فتياتها.
بينما ترى الناشطة الحقوقية (نهاد أبو قمصان) مدير المركز المصري لحقوق المرأة أن الوطن العربي في حالة من الخطر، لذلك يجب على الوطن تجنيد كل ما لديه من قوة لمقاومة هذا الخطر بتجنيد وتسليح جميع الكوادر سواء من النساء أو الرجال لأن المرأة نصف المجتمع، وإن أهملنا دورها فإننا نهمل نصف قوته، وتؤكد أن تدريب المرأة ضروري حتى تحطم قيود القهر والاستعباد المحيطة بها.
المرأة والخدمة العسكرية من الناحية الدينية:
وبما أن الشعب المصري بطبعه متدين تعرفنا على وجهات النظر الدينية حول موضوع تجنيد المرأة في الخدمة العسكرية حيث ذكرت الدكتورة (آمنة نصير) أستاذ الفلسفة والعقيدة رفضها لهذا الاقتراح شكلا وموضوعا معللة ذلك بأن فترة الحمل تعتبر تجنيدا ربانيا لها، وأن عمل المرأة في بيتها والإنجاب ورعاية شئون أسرتها أكثر صعوبة من تجنيد الرجل لمدة عام أوأكثر، وإذا تم تجنيدها فمن سيربي شباب الوطن من الرجال ويغرس بداخلهم مبدأ حب الوطن والإخلاص له وهذا هو الدور الحقيقي لها.
وأيد الدكتور (محمد رأفت عثمان) عضو مجمع البحوث الإسلامية وعميد كلية الشريعة بالأزهر الرأي السابق قائلا: "لايجب تجنيد المرأة في الجيش خشية أن تتعرض للأسر في وقت الحروب وهذا شيء يرفضه مجتمعنا الإسلامي لأنه لايحتمل تعرض نسائه لأي أذى، كما أن للمرأة دورا هاما يتناسب مع طبيعتها ولا يقل أهمية عن دور الرجل".
وصرح آخرون أنه لاضرورة لتجنيد المرأة فعندما سألت النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلات: (إن الرجال ذهبوا بالأجر كله يجاهدون في سبيل الله، ونحن لا نجاهد) فقال لهن رسول الله (ص): "إن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل ذلك كله).
وقالت السيدة عائشة (يارسول الله هل على النساء جهاد) فقال:"عليهن جهاد لاقتال فيه: الحج والعمرة) ومن هنا نعلم أن المرأة غير مطالبة بأن تكون مقاتلة أو مجندة في صفوف الجيش لأن في ذلك امتهانا لها وخاصة لأنه يعرضها للاختلاط بالرجال.
وهناك رأي آخر يرى عدم وجود مانع شرعي في التحاق المراة بالجيش في الأعمال المساعدة فقط، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ماذا سيكون موقف المرأة إذا كانت متزوجة، أو حامل أو تعول أسرة؟.
بعض التعليقات الطريفة على هذا الموضوع:
"ده من قلة الرجالة يعني في مصر، وبعدين القالب المصري للستات أكيد هيخليهم غير لائق، آخرهم يروحوا يطبخوا في الجيش، والنبي ده كلام فارغ الست هتحمل ولا تولد ولا ترضع ولا مسئولية البيت، مش لاقيين حاجة يعملوها". 
"ده اللي كان ناقص، إلى الأمام يامصر نحو التقليد الأعمى".
"الناس دي اتجننت جيش إيه للستات دا هما متغاظين علشان الرجالة مجبرين على الجيش".
"نكتة بايخة لما رجالة البلد تخلص وتنتهي في الوقت ده برضه مش هنقبل بنساء في جيشنا علشان الجيش المصري للرجال فقط".
"هيا ناقصة يعني المصرية معروفة بالخشونة والعنف بس من كتر حلاوتها هيلبسوها لبس الجيش".
"مبروك ياختي أصل عدد الحريم بقى كتيير قوي".
"جربنا الرجالة مافلحوش هنشوف بقى المزز هتعمل إيه".
"آه وساعتها البنت تقول لخطيبها خلاص يا حبيبي هما سنتين الجيش وهنتجوز على طول".
"وتبقى أسلحة البنات بقى بالجيش الصويت واللطم، وفي الانتصار هيبقى الله أكبر ووراها سمعونا زغروتة".
" ازاي يعني بنت تدخل الجيش، تعمل إيه هناك، دي بتنشر الغسيل في الشمس وتقول تعبت وهموت".
"لو واحدة خدت تأجيل علشان حامل هيستنوا عليها لحد أما تولد وبس، ولا بعدها لحد ما الولد يتفطم كمان".
"أنا مع القرار وبنفس الوقت لازم يكون فيه قوات مساندة لوجيستية تحمل علب الميكاب.. ويتغير السلاح من سلاح مظلات ومدرعات لسلاح غمزات ونظرات ورقصني يا عويس".