عجوز سعودي: عشت في الماء 40 عامًا على صوت "أم كلثوم"

عجوز سعودي لا يمتلك منزلا فاضطر إلى العيش في البحر حيث يعمل في مهنة الصيد
عجوز سعودي لا يمتلك منزلا فاضطر إلى العيش في البحر حيث يعمل في مهنة الصيد

يعيش مسن سعودي في البحر منذ نحو أربعة عقود، مستغلًا امتهانه بالصيد في بناء منزل خشبي جهة شواطئ الكورنيش الشمالي بمنطقة جازان، وعلى الرغم من مرور عقود من عمره يحلم بزوجة ومنزل يجمعهما تحت سقف واحد.
ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية الاثنين 5 مارس عن محمد مطاعن الجعفري البالغ من العمر 60 عامًا قوله: "إنه لا يمتلك منزلًا يأويه لذلك يعيش في البحر طوال الـ40 عامًا الماضية، واضطر إلى أن يبني منزلًا بيده من الأخشاب المتناثرة التي جمعها بنفسه، ويضطر أيضًا إلى تغييرها كل أربع سنوات كي لا يسقط في قاع البحر.
وتصف الصحيفة المسن السعودي بأنه يعشق البحر حد الجنون، مشيرةً إلى أنه متمسكٌ بعاداته وتقاليده.
وطوال الوقت يلزم الجعفري بيته وسط المياه ولا يجد نفسه مضطرًا إلى الخروج منه إلا عندما يلحظ عن بعد مظاهر الفرح أو الحزن التي تستجد على قريته الصغيرة "قوز الجعافرة"، رغبةً منه في زيارة أقربائه ومشاركة أهل قريته أفراحهم وأحزانهم، إلا أنه دومًا ما يخجل من زيارة الآخرين لمنزله المتواضع؛ حيث يعمد كثير منهم إلى تقديم الطعام والشراب له.
وعن حياته في ذلك المنزل الخشبي في بحر جازان يقول الجعفري: "إنه منذ السابعة من عمره وهو يهوى الحياة البحرية ويمارس هوايته في صيد السمك التي تعد مهنته الأولى التي ورثها عن الآباء والأجداد؛ حيث لم تشغله عنها أي من المهن الأخرى، رغم أنه عمل حدادًا ثم بناءً وبعدها عمل في إحدى شركات التنقيب بالربع الخالي ويتقاضى حاليًّا ضمانًا اجتماعيًّا قيمته 900 ريال".
 وأشار إلى أن عدم امتلاكه منزلًا يأويه جعله يمكث في منزله بالبحر طوال 40 عامًا.
وأضاف "بنيت منزلي بيدي بعد أن جمعت الأخشاب المتناثرة من أماكن عدة من مدينة جازان وأغير خشب المنزل كل 4 سنوات كي لا يسقط بي في قاع البحر"، لافتًا إلى أنه استقبل في منزله بعض الزوار ويقدم لهم التمر والقهوة، لكنه لا يقبل مساعدتهم له بتقديم الطعام والشراب.
 وكشف الجعفري أنه ساهم بشكل كبير في إحباط عدد من عمليات التهريب لبعض ضعاف النفوس، وذلك بالتعاون مع أفراد حرس الحدود السعودي.
 وعن يومه داخل البحر وكيف يقضيه، قال: "أنصب شباكي بعد غروب الشمس وأمكث في منزلي مستمتعًا لصوت "كوكب الشرق" أم كلثوم عبر المذياع الذي هو بمثل الصديق بالنسبة لي، وبعدها أخلد إلى النوم لأصحو مرة أخرى على صوت المذياع معدلًا موجته على إذاعة القرآن الكريم، ثم أتوجه لجمع ما حصلت عليه من صيد وفير وأذهب به إلى سوق السمك بمدينة جازان لأعود ومعي وجبة الغداء، وأعيش بعد الانتهاء من ذلك اليوم متفائلًا بيوم جديد".
وعن حبه للحياة في البحر، قال: "لو خُيرت بين أن أدفن في قاع البحر أو في اليابسة لاخترت البحر".
وقال المواطن السعودي عن ما يشغل فكره باستمرار، أشار إلى أنه يحلم بشريكة حياة تناصفه همومه، وبمنزل يجمعه بها تحت سقف واحد.