بالطبع هناك علاقة خطيرة بين سمات الشخصية والبدانة؟

 حتى وقت قريب، كان يركز خبراء التخسيس على السلوك لأنه أهم عامل له تأثير كبير على زيادة الوزن والبدانة. الحكمة التقليدية هي أن من يعانون من مشكلات مع الوزن هم من يأكلون كثيرا ويتحركون قليلا، لكن يقوم علماء النفس في عصرنا الحديث بإلقاء نظرة ثقافية على دراسة طويلة الأجل من أجل طرح تساؤلات عن القوى النفسية الخفية وراء دفع الإنسان لمثل هذا السلوك المدمر، فهل زيادة الوزن شيء لا يتعلق بالعادات السيئة إنما يرتبط أكثر بنوع الشخصية؟
هل يميل الإنسان بطبيعته إلى زيادة الوزن؟
لإجابة هي "نعم" فبناء على بيانات من دراسة قام بها باحثون من المعهد الوطني للتقدم في السن، اكتشفت العلاقة المباشرة بين عدد كبير من السمات الشخصية والميل نحو اكتساب الوزن، فالأشخاص ذوو الميول العصابية والمعرضون للتوتر والعدوانية أكثر عرضة لاكتساب المزيد من الوزن، مثل هؤلاء الذين يستمتعون بخوض المخاطر، ومن هنا ينشأ معنى جديد للحلو الخطير؛ حيث تبدأ البدانة بتناول أشياء تشتهيها النفس وتنتهي بتعريضها للخطر.
وهناك أنواع أخرى ممن يميلون إلى البدانة حيث يتسمون بالصفات التالية:-
متشائمون، يميلون للسخرية من الآخرين، عدوانيون، يحبون التنافس.
وبعد عمل المزيد من الدراسات قامت بالمقارنة بين الشخصية والوزن وكتلة الجسم تم اكتشاف أن أكثر السمات تأثيرا على الإنسان وتقوده لزيادة الوزن هي التهور، ونقصد بالطبع الشخص الذي يتسم بالتهور الزائد، فكان هذا النوع من الناس لا يلتزمون بالنظم الغذائية ويندفعون بقوة نحو الموائد المكتظة بالأطعمة.
وبهذا يكون مفتاح فقدان الوزن والحفاظ على جسم صحي هو الثبات على المبدأ وقوة العزيمة، أما من يتسمون بالتهور أقل قابلية للالتزام بالأنظمة الصحية التي تتطلب المداومة لفترة طويلة حتى تحافظ على الوزن على المدى الطويل.
ما علاقة الخلفية الثقافية بوزن الإنسان؟
قادت الدراسات التي أجريت على نماذج متنوعة الثقافات من الناس إلى أن اختلاف الثقافة له دور مؤثر على زيادة الوزن، مثل سلوكيات طرق تعامل الأسر مع الطعام التي تختلف من بيت لبيت ومن مجتمع لآخر. 
وطرح ذلك سؤالاً يقول:
هل يعتبر العلاج النفسي الحل الأفضل لعلاج مشكلة الوزن الزائد عن الأنظمة الغذائية المتعاقبة والتمرينات الرياضية المفاجئة؟
الإجابة هي "نعم" على هذا السؤال لهؤلاء الذين يعانون من مشكلات التهور. فنجد أن المرأة البدينة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب وما يتعلق به من عقد نفسية وعاطفية مما يجعل العلاج النفسي السبيل الأفضل. كذلك نجد أن البالغين الذين يعانون من النوع الثاني من السكر معرضون بنسبة تتراوح بين 50 إلى 250% للاكتئاب الذي تتبعه بعض الاضطرابات النفسية والصحية كالآتي:-
- فرط السكر في الدم.
- السكر الذي يرتبط بمشكلات صحية.
- التوتر مع الإصابة بحالات مرضية حادة.
- الميل لإيذاء الغير.
- التعصب والتمييز في المعاملة بين شخص وآخر.
- اضطرابات انفعالية. لماذا يعاني البدين من بعض الاضطرابات السلوكية والنفسية الخطيرة؟
- نظرة المجتمع له على أنه شخص سلبي منبوذ في كثير من الأدوار الهامة التي تتطلب حسن المظهر، فهو مرفوض في العديد من الوظائف حتى لو كان يتمتع بمهارات متميزة لكن يعيقه الوزن الزائد من الحصول عليها.
- يواجه صعوبة في الزواج سواء كان رجلاً أو امرأة، فجميع الناس يميلون إلى الرشاقة وحسن المظهر.
- يتلقى الكثير من كلمات السخرية منذ الطفولة وحتى الهرم.
- يحرم من صفة التأنق؛ فجميع الملابس العصرية مصممة لرشيق الجسم أو النحيف، ونادرا ما يلتفت إليه مصممو الأزياء.
- تصوره الأعمال التلفزيونية والسينيمائية في صورة إنسان كسول، غير نظيف، غبي وقبيح وهذا يجعله يتجه للكذب والغش.
- حتى الأطباء يربطون بين البدين وبعض الصفات الغير مرغوبة، فهم يسمونه بالشخص الذي يمارس نظاماً حياتياً سيئاً، غير أمين، عنيد، عدواني.
- التحيز الشديد ضده في المعاملة وخاصة الأنثى.
سلبيات تلتصق بالشخص البدين وتحوله إلى شخص آخر:-
1- يؤمن البدين أن بدانته هي السبب الأساسي لكل مآسيه في الحياة بدءاً من الآلام الجسمانية وحتى الرفض الاجتماعي له في كثير من المجالات.
2- لا يمكن التنزه أو التسوق معه؛ لأنه يطرح على من يذهب معه أسئلة مملة ومنها: - هل هذا القميص يجعلني أبدو بديناً؟ - هل هذا الحذاء يظهر بدانتي؟ - هل هذه الغرفة تبرز وزني الحقيقي؟ وذلك لأنه يعاني من فوبيا البدانة التي جعلت كل شيء في الحياة لديه يبدو سيء المظهر ويظهر كل عيوب جسده.
3- دائما تنظر عينيه على طعامك، مما قد يضطرنا إلى تناول الفتات من الطعام حتى لا نصاب باختناق أثناء الوجبة، فالبدين يميل إلى الطعام بصورة مرضية تجعله يرغب في أن يتناول طعامك وطعامه معا.
4- يعتقد أنه إذا ذهب إلى صالة الألعاب الرياضية أو قام باستخدام لعبة السير في المكان على أقل سرعة، فهو بذلك يقدم خدمة للبشرية.
5- يشكو كثيرا من كونه بديناً ولكن يصب غضبه عليك إذا قلت نفس الشيء في وجهه.
6- يسخر من أي شخص نحيف لكن إذا استخدم الآخرون نفس الطريقة في السخرية منه كشخص بدين يعتبره شيئاً مهيناً وغير أخلاقي.
7- منذ متى أصبحت "بديناً" كلمة سوقية؟
8- الطعام بالنسبة له عامل مشترك في التعبير عن كل ما يمر به من حالات نفسية متنوعة فيأكل عندما: يكون حزيناً - يكون سعيداً - جائعاً - بدون سبب - يتناول جميع الوجبات من إفطار غداء وعشاء وتظل لديه مساحة ليتناول وجبة بين كل وجبة.
9- يصعب النوم بجواره لأنه "يشخر" بصوت قد لا يحتمل.
10- يتعرق بصورة ملفتة طوال العام ويشعر بالحر، لذلك دائما يشغل أجهزة التكييف أو المراوح حتى في أكثر أوقات العام برودة، مما يصيب الآخرين بالمرض إذا كانوا بصحبته.
ليس المقصود بذكر هذه السمات والتصرفات التي يقوم بها الشخص البدين أن نتجنب التعامل معه أو الاقتراب منه، إنما محاولة للفت نظره إلى عيوب يمكنه إصلاحها من خلال بذل بعض الجهد والصبر حتى يصبح مثله مثل أي شخص.