يرقات الذباب أفضل بديل للمضادات الحيوية وبديل للجراحة !

تستخدم يرقات الذباب أساسا كعلاج جراحي حيوي لمرضى السكري أو كبار السن الذين لا تلتئم لديهم الجروح بشكل جيد
تستخدم يرقات الذباب أساسا كعلاج جراحي حيوي لمرضى السكري أو كبار السن الذين لا تلتئم لديهم الجروح بشكل جيد

عندما لا تكون العلاجات التقليدية فعالة، يجب علينا أن ننظر إلى حلول أخرى، من هنا تعود العلاجات بيرقات الذباب مرة أخرى للظهور في علاج الجروح المصابة بالتلوث، وتصبح مرة أخرى محل اعتبار علي نحو متزايد عندما تفشل العلاجات الأخرى.
 
الديدان يمكن أن تكون بديلا عن المضادات الحيوية، وبالتالي يحول ذلك دون الإفراط في استعمالها، وتمنع البتر بسبب مفعولها البكتيري المضاد.
 
الحاجز النفسي:
تستخدم يرقات الذباب أساسا كعلاج جراحي حيوي لمرضى السكري أو كبار السن الذين لا تلتئم لديهم الجروح شكل جيد، وذلك للجروح الملوثة أو المنخورة بشكل ما.
 
وينطبق ذلك العلاج أيضا على الأشخاص الذين لديهم مقاومة للمضادات الحيوية المكونة من سلالات الجراثيم المقاومة.
 
ولايزال هناك حاجز نفسي يحول كثيراً من الناس دون ممارسة هذه العلاجات، حيث يتعين عليهم وضع أكثر من عشرين دودة علي جروحهم.
 
ومع ذلك، كملاذ أخير - وهذا يعني عند البتر - يكون ذلك هو العلاج الوحيد حيث تكون اليرقات فعالة جدا، وهنا لم يعد المرضي يترددون.
 
منذ عام 1995، انخرطت اثنتان من الشركات المتخصصة في أوروبا في زراعة يرقات مُعقمة (تم تعقيمها)، أقيمت إحداهن في بريطانيا بمبادرة من الباحث "ستيفن توماس" والأخرى هي "Polymedics" وتقع فى في ليمبورج.
  
في الواقع كان هذا العلاج يستخدم على نطاق واسع قبل عام 1940، ولكن مع ظهور المضادات الحيوية، فقد انخفض استخدام الديدان بعض الشيء ووقعت في طي النسيان.
 
ويشار أيضا إلي أن هذه التقنية قد سبق ذكرها في العهد القديم، وفي فرنسا، يبدو أن الجراح "أمبرواز باري" قد أشار إليها في عام 1579.
 
ومع ذلك، فقد وُصف عمل الديدان التي تقتل البكتيريا في الجروح لأول مرة من قبل جراح جيش نابليون البارون "لاري دومينيك".
 
إلي الطاولة أيها الصغار:
والجروح لا تلتئم فقط إلا عندما تكون الجروح نظيفة تماما، إما من تلقاء نفسها أو عن طريق الجراحة.
 
وهنا يكون تدخل الديدان، ففي الوقت الذي توضع فيه الديدان على الجروح لاحظنا أنها تنتهي دائما بأن تكون نظيفة تماما، فالديدان تأكل الألياف الميتة وتبصق الإنزيم الذي يسيل هذه الألياف.
 
والديدان أساسا لديها الخاصية الأساسية لكونها مضادة للبكتيريا القوية، هذه الخاصية ستكون على الأرجح الأكثر استغلالا في المستقبل لأنها تعتبر البدائل المثالية للمضادات الحيوية.
 
حاليا يتم استخدام اثنتين من التقنيات سواء من خلال إيداع اليرقات داخل الجروح المفتوحة المحاطة بهلام لعدم ترك الديدان المنطقة المراد علاجها، أو من خلال وضعها في حقائب عضوية "BioBag"،
وهو نوع من القماش الماص يتم تطبيقه في وقت العلاج اللازم خلال ثلاثة أو أربعة أيام تقريبا.
 
هذا يبدو وكأنه كيس من أكياس الشاي الصغيرة التي تقوم فيه اليرقات بعملها على الجرح كما لو كانت حرة.
 
وبالتالي يقبل المريض هذه الممارسة بسهولة أكبر لأنه لا يرى ولا يشعر بالديدان الصغيرة تعمل داخل جرحه، خلال فترة العلاج، الدودة تنمو من 1.5 إلى 9 ملليمترات تقريبا، وإذا تجاوزت المدة ثلاثة أيام تتحول اليرقات إلي ذباب.
 
هذا العلاج لا يزال في مرحلة تجريبية غير أنه مكلف للغاية، وبالإضافة إلى ذلك، فالتشريعات ذات الصلة بطيئة جدا.

وفي هذا الاتجاه تعمل شركة Polymedics مع اثنين من المستشفيات الجامعية في أونفار ولوفين. وحاليا، هما الشركتان الأكثر شيوعا في تطبيق هذا العلاج.
 
وتقول السيدة "أومستيد" من " "Polymedics" في بلجيكا: "لا يتم تطبيق هذا العلاج لأنه غير معترف به حتى الآن كدواء، إن التطبيق يكلف حوالي 70 يورو، ولكن عموما هو أقل كلفة من أطقم الأسنان".
 
وتجدر الإشارة إلى أن هذا العلاج قد أنقذ العديد من الأرواح وتجنب بتر الأعضاء، كما أوضح "كريستيان فان آكر" مساعد مدير قسم السكري في مستشفى جامعة أونفار.
 
وتقول أومستيد: "يتم استخدام هذا العلاج من 40 - 50 مرة في السنة، وهناك استخدام أقل وأقل للمضادات الحيوية، والعلاج سيبدو فعالاً للغاية في ثلاثة أرباع الحالات حيث نحصل على النتيجة المرجوة".
 
وأكدت رئيسة الممرضات في قسم السكري أنه مع ذلك فإن مستشفى "إيرازم" لا تطبق هذا الأسلوب حتى الآن، وأضافت: "نحن لسنا منغلقون تماما حيال هذا الأسلوب، وليس من المستبعد أن نستخدم هذا الأسلوب في خلال سنتين أو ثلاث سنوات، ولكن في الوقت الراهن، نحن نحافظ على تقنياتنا التي تعتبر ذات فعالية بنفس القدر".