الجديد في عالم الطب: لقاح مضاد للسمنة وأقراص ذكورية لمنع الحمل

أكثر من 2600 دراسة مثيرة في مؤتمر جمعية الغدد الصماء الأميركية
أكثر من 2600 دراسة مثيرة في مؤتمر جمعية الغدد الصماء الأميركية

 نظرا لأنها مسؤولة عن أهم العمليات الوظيفية بالجسم، تحظى الغدد الصماء بقدر رفيع من الاهتمام العلمي، وهو ما تمثل مؤخرا في المؤتمر السنوي الثالث والتسعين لجمعية الغدد الصماء ENDO 2011، الذي عقد خلال الفترة من 4 إلى 7 يونيو (حزيران) الحالي في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية وحضره أكثر من 9 آلاف طبيب وعالم من كافة أنحاء العالم، وشهد مناقشة أكثر من 2600 دراسة تتعلق بالجديد في مجالات طب العقم والسكري وهشاشة العظام والسمنة.
 
أقراص ذكورية لمنع الحمل 
ومن الدراسات المثيرة التي نوقشت بالمؤتمر، كانت الدراسة التي أكدت نجاح فريق بحثي من المركز الطبي بجامعة كولومبيا في تجربة أقراص منع حمل ذكورية على فئران التجارب، تمهيدا لتجربتها على الرجال لتمنع تكون الحيوانات المنوية مؤقتا.. وبعد التوقف عن تناولها يكون الرجل قادرا على الإنجاب مثلما يحدث مع الأقراص التي تتناولها النساء.
 
وتحتوي أقراص منع الحمل الذكورية الجديدة على مواد كيميائية تنتمي إلى كابحات نشاط مستقبلات حمض ريتينويك Retinoic acid receptors antagonists، وبالتالي يؤدي تناولها إلى شل قدرة الجسم على استخدام فيتامين «إيه» A، الذي يساهم بشكل فعال في إنتاج الحيوانات المنوية.
 
وأكد الباحثون عدم احتواء الأقراص على هرمونات ستيرويدية، وبالتالي فهي لا تؤثر على إنتاج هرمون الذكورة «تستوستيرون» ولا تؤدي إلى ارتفاع مستويات الكولسترول ومخاطر الإصابة بأمراض القلب وتكون التجلطات الدموية، كما أنها لا تؤثر سلبا على رغبة الرجل الجنسية أو تؤدي إلى زيادة الوزن.
 
وطالب الباحثون بإجراء دراسة موسعة لتجربة الأقراص الجديدة على عدد كبير من الرجال قبل طرحها بالأسواق، وتحديد أقل جرعة للاستخدام وعدد مرات تناولها، وهل ستكون الجرعة يومية أم أسبوعية أم شهرية.
 
ويعتقد الخبراء أن تناول الرجل لحبوب منع الحمل يساعد على تحمله مسؤولية قرار الإنجاب، بدلا من إلقاء اللوم على المرأة عند حدوث حمل غبر مخطط له.
 
ويتطلع الباحثون إلى اليوم الذي يمكن للرجل أن يقول فيه «وداعا للواقي الذكرى وأهلا بأقراص منع الحمل الذكورية»، ويبقى التساؤل الأهم: هل يقبل الرجل تناول أقراص منع الحمل الذكورية؟
 
لقاح مضاد للسمنة 
وفي إطار البحث الدائم عن حلول جذرية لوباء السمنة، أكد فريق بحثي بجامعة بورتو البرتغالية نجاحهم في تجربة لقاح مضاد للسمنة على فئران التجارب وإمكانية تحقيق نجاح مماثل عند تجربة اللقاح على الإنسان.
 
وتعتمد فكرة اللقاح على حقن جزيئات من هرمون «غيرلين Gherlin» محمولة على جسيمات فيروسية غير ممرضة، مما يؤدي إلى تحفيز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة لهرمون غيرلين المسؤول عن تنشيط الشهية.
 
وأكدت نتائج الدراسة أن الفئران التي حقنت باللقاح، تناولت الطعام بكميات أقل بنسبة 50 في المائة، واستطاعت حرق المزيد من السعرات الحرارية، مقارنة بالفئران التي لم تحقن باللقاح. كما أن تأثير اللقاح استمر لمدة نحو 18 شهرا، وهي مدة تماثل نحو أربع سنوات في حالة تطبيق اللقاح على الإنسان.
 
وأكد الباحثون أن إنتاج لقاح مضاد للسمنة يجنب الإنسان الآثار الجانبية للعقاقير المنحفة ومثبطات الشهية، بينما شكك آخرون في سهولة إنتاج هذا اللقاح باعتبار أن آليات التحكم في الشهية والوزن من الأمور المعقدة التي يصعب التحكم فيها عن طريق مصل أو لقاح.. وطالب آخرون بضرورة دراسة التأثيرات طويلة المدى لاستخدام اللقاح المضاد «لهرمون غيرلين» لأهمية الهرمون في عمليات أخرى بالجسم مثل تكوين وتشكيل العظام.
 
ريجيم الـ «يويو» 
وفي محاولة للدفاع عن ما يدعى بـ«ريجيم اليويو»، المتهم بمقاومة الجسم لإنقاص الوزن، أكد الباحثون بجامعة «أوهايو - أثينا» الأميركية أن تكرار محاولات الفشل والنجاح في إنقاص الوزن أو ما يعرف باسم «ريجيم اليويو» أفضل من عدم اتباع حمية غذائية على الإطلاق والاستمرار في المعاناة من زيادة الوزن والسمنة.
 
وأجريت دراسة على ثلاث مجموعات من فئران التجارب، الأولى أعطيت نظاما غذائيا عالي الدهون، والثانية تناولت نظاما غذائيا قليل الدهون، والثالثة أعطيت نظاما غذائيا متغيرا (رجيم يويو).
 
وأكدت النتائج تحسن الحالة الصحية للفئران المعتمدة على رجيم اليويو عند إعطائها نظاما غذائيا قليل الدهون بصورة تقارب الحالة الصحية للفئران المعتمدة على نظام غذائي شحيح الدهون، كما أن معدلات عمر الفئران المعتمدة على رجيم اليويو قاربت معدلات أعمار الفئران المعتمدة على رجيم شحيح الدهون.
 
وأكد الباحثون أن الاتهامات التي توجه دائما لرجيم اليويو لا تعتمد على أدلة علمية قوية، والأفضل المرور بمراحل الفشل والنجاح بدلا من عدم اتباع أي نظام غذائي واستمرار المعاناة من السمنة.
 
«حلوى» لإنقاص الوزن 
وأكدت دراسة أجراها باحثون بجامعة أثينا أن الفتيات اللائي خضعن لحمية إنقاص الوزن حققن نجاحات أفضل عند تناولهن حلوى ذات «مؤشر غلوكوزي منخفض» على مدار الأسبوع، مقارنة بأخريات تناولن حلوى ذات «مؤشر غلوكوزي مرتفع» لمرة واحدة أسبوعيا.
 
وأجريت الدراسة على مجموعتين من الفتيات تتراوح أعمارهن بين العاشرة والرابعة عشرة، اعتمدن على حمية غذائية تحتوي على كربوهيدرات بنسبة 45 في المائة ودهون بنسبة 35 في المائة وبروتينات بنسبة 20 في المائة.. وتناولت إحدى المجموعتين حلوى منخفضة المؤشر الغلوكوزي أربع مرات أسبوعيا، بينما تناولت المجموعة الأخرى حلوى مرتفعة المؤشر الغلوكوزي مرة أسبوعيا.
 
التجاعيد وهشاشة العظام 
وفي دراسة مثيرة للانتباه، أكد باحثون بجامعة «يل» الأميركية إمكانية اعتبار تجاعيد الجلد خلال السنوات الأولى من سن اليأس كأحد المؤشرات الدالة على زيادة مخاطر الإصابة بهشاشة العظام.
 
أجريت الدراسة على 14 امرأة بعد ثلاث سنوات من انقطاع الطمث، من اللواتي لم يتلقين هرمونات تعويضية ولم يقمن بإجراء جراحات تجميلية تتعلق بتجاعيد الجلد والبشرة.
 
وقام الباحثون بفحص تجاعيد الجلد في 11 موضعا بالوجه والرقبة وقياس درجة صلادة الجلد على الوجنتين باستخدام جهاز يعرف بـ Durometer، بالإضافة إلى قياس هشاشة العظام لجميع المشاركات في الدراسة.
 
وأكدت النتائج أنه كلما زادت درجة التجاعيد وصلادة الجلد بالوجه والجبهة انخفضت كثافة العظام وارتفعت فرص الإصابة بهشاشة العظام.
 
وفسر الباحثون نتائج البحث بأن نفس نوع البروتين المسمى «كولاجين Collagen»، يدخل في تركيب الجلد والعظام. والمعروف أن فقدان «كولاجين الجلد» يؤدي إلى ظهور التجاعيد، كما تتناسب درجة التجاعيد طرديا مع فقدان الكولاجين. وكذلك يعد فقدان الكولاجين من العظام أحد العوامل المهمة المسببة لحدوث هشاشة العظام.
 
وأكد الباحثون أنهم بصدد إجراء دراسات موسعة لإيجاد علاقة رقمية محددة بين درجة التجاعيد وسمكها وعمقها، ومخاطر الإصابة بهشاشة العظام والتعرض للكسور.
 
كما صدرت تحذيرات من مخاطر الإصابة بهشاشة العظام بعد جراحات إنقاص الوزن، ففي دراسة أخرى حذر باحثو «مايو كلينيك» من زيادة مخاطر التعرض لهشاشة العظام والكسور بين المرضى الذين أجريت لهم جراحات لإنقاص الوزن Bariatric surgery.
 
واشتملت الدراسة على 258 مريضا تمت متابعتهم لمدة عامين بعد إجراء جراحة تغيير المسار وتوصيل المعدة Gastric bypass لإنقاص الوزن، وأكدت النتائج ارتفاع معدلات إصابتهم بهشاشة العظام بنحو الضعف، مقارنة بآخرين من نفس النوع والسن.
 
كما أكدت أن جميع أجزاء الجهاز العظمي معرضة لمخاطر الكسور، وخاصة القدمين واليدين التي كانت أكثر عرضة للإصابة بالكسور بنحو 3 أضعاف.
 
توصيات عن فيتامين «دي» 
كما ناقش المؤتمر التوصيات المتعلقة بتقييم وعلاج نقص فيتامين «دي» D، وطالب الخبراء بضرورة إجراء الكشف المسحي لكافة الفئات العمرية لقياس مستوى الفيتامين بالدم، خاصة في الأطفال والحوامل والمرضعات ومرضى السمنة وسوء الامتصاص.
 
كما أكدوا ضرورة حصول الأطفال خلال السنة الأولى من العمر على 400 وحدة دولية يوميا من الفيتامين، أما الأطفال بعد السنة الأولى والبالغين من التاسعة عشرة إلى السبعين بما فيهم الحوامل والمرضعات فلا بد من حصولهم على نحو 600 وحدة دولية يوميا، ويرتفع هذا الاحتياج إلى نحو 800 وحدة دولية يوميا للأشخاص فوق سن السبعين.
 
كما أكدت التوصيات على ضرورة استهداف مستويات فيتامين D بالدم تتراوح بين 25 و30 نانوغراما لكل ملليمتر من الدم للأصحاء، أما مرضى هشاشة العظام فيجب المحافظة على مستويات فيتامين D بالدم أكثر من 35 نانوغراما لكل ملليمتر.
 
وأكدت إحدى الدراسات أن إعطاء مكملات فيتامين D مع عقاقير Bisphophonates لعلاج الهشاشة والوقاية من كسور العظام مثل دواء «فوساماكس Fossamax» أو «أكتونيل Actonel»، يؤدي إلى زيادة مفعول العقاقير 7 أضعاف مفعولها في حالة تناولها بصورة منفردة.