3 فحوصات صحية أساسية للرجال

عندما يتعلق الأمر بالتوعية الصحية والمرضية، نجد أن المرأة أكثر وعياً وحرصاً على رؤية المتخصصين وإجراء الفحوصات اللازمة، بغض النظر عما إذا كانت تشعر بالتوعك أم لا. في حين أن الرجال نادراً ما يخططون لمثل هذه الزيارات المنتظمة، إلا أن الأمر يتطلب الكثير من الوقت والإقناع حتى لرؤية أخصائي عندما يشعرون بالمرض أو عدم الراحة.


وقد دفع هذا بعض خبراء الصحة إلى وصف الرجال بأنهم "الجنس الضعيف". لأنهم أكثر عرضة للمرض والوفاة من النساء. الرجال أكثر عرضة من النساء للإصابة بالسرطان، وأكثر عرضة للوفاة بسببه. كما أن الرجال لديهم معدلات أعلى للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسمنة.

من الواضح أن العديد من أمراض الذكور تنتج عن أسلوب حياتهم غير الصحي. مثل شرب الخمر بكثرة، والتدخين، وسوء التغذية، وعدم ممارسة الرياضة. ويعتقد الخبراء أيضًا أن الرجال يهملون في طلب المساعدة الطبية، حتى لو كانوا بحاجة إليها.

لذا، يأتي الدور هنا على النساء، في توعية شركائهم وآبائهم وأولادهم من الصبية؛ على ضرورة العناية أكثر بصحتهم، والقيام ببعض الفحوصات الطبية الضرورية التي تحميهم من الإصابة ببعض أنواع الأمراض. وعلى وجه التحديد، الإصابة بثلاثة أنواع شائعة من سرطانات المسالك البولية.

فلنتعرف سويًا على أهم الفحوصات التي بدورنا ندعوكِ عزيزتي لتشجيع زوجكِ وأولادكِ الصبيان وأخوتكِ للقيام بها؛ لضمان حمايتهم من تداعياتها الخطيرة على صحتهم.

3 فحوصات صحية أساسية للرجال

- فحص سرطان الكلى:

غالبًا ما يُصاب الأفراد بسرطان الكلى في مراحل متقدمة من الحياة من سن 60 عامًا فما فوق؛ لكن هذا لا يعني عدم إمكانية تطور المرض لدى الأفراد الأصغر سنًا. وعادةً ما نقوم بفحص الأفراد الأصغر سنًا في حال ظهرت لديهم أيه أعراض والتي قد تشمل أي شيء غير طبيعي مثل الدم في البول وآلام الخاصرة والحمى. ونظرًا لكون سرطان الكلى من الأمراض الصامتة، يجب أن يكون فحص الكلى مكونًا رئيسياً من الفحص السنوي الدوري الذي يجريه الرجال.

كما أن إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية،يُعد مفيدًا في فحص الكلى؛ خاصةً لدى الأشخاص الذين لديهم حالات إصابة بسرطان الكلى في عائلاتهم. وفي حال ملاحظة أي شيء غير طبيعي كوجود كتلة ما على الكلية، يتوجب حينها إجراء تصوير ظليلي بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية، وذلك لتقديم تشخيص دقيق للحالة وتحديد الخطوات المقبلة اللازمة.

- فحص سرطان البروستاتا:

سرطان البروستاتا شائع جدًا؛ لدرجة أنه في حال امتدت حياة جميع الرجال لـ90 عامًا فما فوق، فإن كل الرجال سوف يصابون بهذا المرض.. ونظرًا للانتشار الواسع لهذا المرض، فإننا نُركَز على معالجة الرجال المصابين بسرطان البروستاتا العدواني وأولئك الذين يُصابون بالمرض في أعمار صغيرة. أما بالنسبة للمرضى الأكبر سنًا أو أنواع سرطان البروستاتا الأقل عدوانية، فإن المراقبة المستمرة تُعد التوجه الأفضل، مع البدء بالعلاج فقط في حال كان ذلك ضروريًا.

إن الفحص السنوي لسرطان البروستاتا مهمٌ للرجال من عمر 50 عامًا فما فوق؛وفي حال كان لدى الأفراد أيٌ من أقارب الدرجة الأولى ممن جرى تشخيصهم بسرطان البروستاتافيتوجب عليهم بدء الفحوصات اعتبارًا من سن 40 عامًا. وبالإضافة إلى الفحص السريري، يتم إجراء تحليل دم لكشف المستويات المرتفعة لبروتين خاص بالبروستاتا يسمى مستضد البروستاتا النوعي (PSA)،الذي تنتجه أنسجة البروستاتا السرطانية (الخبيثة) وغير السرطانية (الحميدة)؛ ولذلك، فإن تسجيل معدل مرتفع لهذا البروتين لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان، إذ قد تكون هناك أسبابٌ أخرى لذلك.

في حال اكتشاف عُقد أو انتفاخ في البروستاتا أثناء الفحص السريري للمستقيم، يجب أخذ خزعة بغض النظر عن مستويات مستضد البروستاتا النوعي (PSA). والأمر الجيد في هذا السياق هو التطور الكبير الذي شهدته أساليب أخذ الخزعات على مر الأعوام، ما يُقلَل من مخاطر الالتهاب أو النزف.

وفي حال أظهرت نتائج تحليل الخزعة وجود سرطان، يتم حينها تخطيط البرنامج العلاجي بناءً على درجة عدوانية السرطان؛ مع الأخذ بالاعتبار الأمراض المصاحبة التي يعاني منها المريض وأمد الحياة المتوقع.

- فحص المثانة:

قد يكون سرطان المثانة مُهدَدًا للحياة، كما أن عامل الوقت في علاجه مهم جدًا نظرًا للعدوانية الكبيرة التي قد يتسم بها وقدرته على الانتشار السريع. ويُعدَ المدخنون في مقدمة المُعرَضين للإصابة بسرطان المثانة، ولذلك عليهم أن يكونوا أكثر حذرًا من غيرهم. لا يوجد فحص دوري لسرطان المثانة، ولكن يمكن إجراء فحص للمثانة في حال ظهور أعراض مثل وجود دم في البول. ولحسن الحظ، فإن الفحص بسيطٌ جدًا ويمكن إجراؤه من خلال إدخال منظار إلى داخل المثانة، بالإضافة إلى إجراء تحاليل للبول.

وفي حال العثور على زوائد لحمية في المثانة فإنه يمكن استئصالها؛ لكن إذا كان السرطان قد تطوَر بشكل كبير، فقد تكون هناك حاجةٌ لإزالة المثانة، الأمر الذي سيؤدي إلى تغيير جذري في حياة المريض.

بعد كل الذي استعرضناه، ندعوكِ عزيزتي القارئة ومن خلال منصتنا هذه؛ الحرص على صحة الرجال في عائلتكِ ومحيطكِ، وتشجعيهم على إجراء الفحوصات الثلاث المهمة التي شرحها لنا الطبيب المختص أعلاه. وذلك لضمان خلوهم من الأمراض، كي تنعموا جميعًا بصحة جيدة ورفاهية في العيش يستحقه كل فرد منكم.