"معادن الناس تظهر وقت الأزمة" شيف يقدم وجبات مجانيه لمرضى كورونا

جانب من وجبات كورونا
جانب من وجبات كورونا

يظهر معادن الأشخاص وقت الشدة، مقولة ليست بالحديثة، ولكن قلة من يطبقها في واقعنا اليوم، وبما أن العالم يمر بجائحة خطيرة ككورنا، قام البعض بتخفيف ألام المرضى بأبسط الطرق عن طريق تقديم بعض الأكلات الصحية لهؤلاء المرضى، وهذا ما قام به شيف ماهر، يسمى أحمد البرديسي.


"ربنا يهونها" و"شدة وتزول"، و"قلوبنا معك" و"أنت أقوى من كورونا".. عبارات تشجيعية وتحفيزية رافقت نحو 20 ألف وجبة صحية، تخرج من مطبخ الشيف أحمد البرديسي لتصل ساخنة إلى المصابين بكورونا المعزولين في منازلهم، وجاءت المبادرة الإنسانية التي أطلق عليها اسم "مطبخ كورونا المجاني" كاستجابة سريعة، لحل أزمة توفير طعام صحي لمصابي كورونا، الذين منعهم المرض من إعداد الطعام لهم ولأسرهم.

وتأتي أيضا لتواجه شكاوى بعض المرضى من تجاهل مطاعم للوجبات السريعة بإيصال وجبات لهم، لمجرد معرفتهم بإصابتهم بالفيروس، وهي الشكاوى التي لاحظ الشيف أحمد (صاحب المبادرة) تكرارها عبر صفحته على "فيسبوك".

كرس أحمد البرديسي الملقب بالشيف أحمد، جهده ووقته لمساعدة المصابين بكورونا، بعد أن أطلق برفقة 6 متطوعين العمل في مبادرته الإنسانية عبر طهي وتوزيع وجبات صحية ومجانية للمصابين حتى "عتبة منازلهم"، منذ بدايات الصيف الماضي من محافظة الجيزة، ثم سرعان مع انتقلت المبادرة بعد نجاحها، إلى 4 محافظات أخرى.

وتحت عنوان "مطبخ كورونا المجاني"، روج "البرديسي" لمبادرته عبر حسابه على فيسبوك بترك رقم هاتفه الخاص؛ لتلقي المكالمات والرسائل في أي وقت، وذلك داخل منشور جاء فيه "أي شخص مصاب بكورونا ومعزول في المنزل يتواصل معايا وهيتم توفير وجبات صحية مجانية حتى باب البيت.. وأماكن المطبخ في 4 محافظات بورسعيد، المنصورة، اسكندرية، الجيزة".

قيمة المبادرة الإنسانية للشيف أحمد أنها تقوم بشكل كامل على التطوع، والمشاركة المجتمعية من رواد فيسبوك لدعم مرضى كورونا.

ودلل: "طلبت في إحدى مشاركاتي عبر صفحة المبادرة بمحافظة بورسعيد، التبرع لتجهيز مطبخ في المحافظة وتوفير الخامات الأساسية للطهي، فجاءت الاستجابة بأسرع مما توقعت، حين تلقيت عشرات الاتصالات من متطوعين شباب لتوزيع الوجبات، وآخرين عرضوا التبرع بأماكن لإعداد تلك الوجبات، بينهم مواطن بورسعيدي عرض شقة وجميع الأدوات والمعدات والمستلزمات اللازمة.

وإضافة للمطبخ الذي جرى تجهيزه في الجيزة، ولاحقا في بورسعيد، تم إعداد مطبخ بكامل مستلزماته وأدواته في محافظتي الإسكندرية والمنصورة.

ويحرص الشيف أحمد في إعداد وجباته على الطعام الصحي، "كل أكلنا صحي، والوجبة عبارة عن أرز بسمتي، ربع فرخة مسلوقة، خضار سوتيه وطبق فاكهة"، يضيف.

ولا يكتفي أحمد البرديسي بإعداد الوجبات الصحية الساخنة، بل يحرص أيضا على كتابة عبارات تشجيعية وتحفيزية للمرضى يرفقها بالوجبات، ومن أبرزها: "ربنا يهونها شدة وتزول"، و"قلوبنا معك .. أنت أقوى من كورونا"، و"خليك قوي .. أنت بطل .. وقدها وقدود".

ويواجه "البرديسي" وفريق عمله، عددا من التحديات أبرزها؛ ارتفاع طلبات الحاجة للوجبات الصحية مع ارتفاع أعداد المصابين بكورونا، وفقا للبرديسي

كما يبرز وجود "تنمر" ومحاولات من البعض بالبعد عن مصابي فيروس كورونا، وتسائل باستنكار :"لماذا نشعر المريض بأنه منبوذ؟!