مقاهى DNA تقدم خدمة تحليل الحمض النووى لزبائنها

 الزبون الراغب فى إجراء هذا التحليل عليه القيام بمسح فمه بقطعة من القماش أو القطن بعدها يتم أخذ هذه القطعة وارسالها إلى أحد المعامل لتحليلها والحصول على النتائج خلال 24 ساعة
الزبون الراغب فى إجراء هذا التحليل عليه القيام بمسح فمه بقطعة من القماش أو القطن بعدها يتم أخذ هذه القطعة وارسالها إلى أحد المعامل لتحليلها والحصول على النتائج خلال 24 ساعة

يبدو أننا نعيش فى عصر تطور المقاهى التى باتت قادرة على التلون والتطور حسب متطلبات العصر، فمن محال كانت مقتصرة فى بداية ظهورها على تقديم المشروبات لمرتديها، إلى أماكن تساير العصر وتقدم بجوار المشروبات خدمة تصفح الإنترنت وتسمى نفسها "نت كافيه" تماشيا مع العصر.


أما اليوم ومع التطور الطبى الذى يشهده العالم بعد اكتشاف خريطة الجينوم وظهور أهمية الحمض النووى الـ DNA الذى يمكن من خلاله قراءة المستقبل الصحى لأى إنسان ومعرفة صفاته الوراثية التى تميزه عن غيره، طرأ تطور جديد على المقاهى وظهر جيل جديد منها يسمى " DNA كافيه"، وتقدم هذه النوعية الجدية من المقاهى بجوار المشروبات خدمة تحليل الحمض النووى لزبائنها.

وأول مقهى يقدم هذه الخدمة الموجود فى مدينة نيوجيرسى الأمريكية، ويقدم هذا المقهى المشروبات بشكل طبيعى لرواده، لكن فى النهاية يعرض عليهم إمكانية أن يقوم له بعمل تحليل لشريطه الوراثى الـ DNA، مع ضمان السرية التامة بألا يعرف الطبيب الذى سيقوم بتحليله من هو صاحب هذه العينه، وضمان عدم معرفة أى شخص لنتائج هذا التحليل.

 وكل ما على الزبون الراغب فى إجراء هذا التحليل هو القيام مسح فمه بقطعة من القماش أو القطن، يقدمها المقهى مجانا بجوار المشروب حتى يعلق بها ريقة، بعدها يتم أخذ هذه القطعة وارسالها إلى أحد المعامل لتحليلها والحصول على النتائج خلال 24 ساعة مقابل 550 دولارا.

وتأتى هذه الخدمة مناسبة للكثيرين الذين يريدون والحصول على اختبار سرى لصفاتهم وبصماتهم الوراثية دون أن تكون هذه البينات مسجلة لدى الجهات الرسمية.

ومن المعروف أن الـ DNA هى المادة الوراثية الموجودة فى خلايا جميع الكائنات الحية والتى تميز شخصا عن آخر.

 وتتكون من شريطين يلتفان حول بعضهما على هيئة سلم حلزونى، وتستخرج من نسيج الجسم أو الشعر أو الدم أو الريق.

وكان أول حديث عن البصمة الوراثية قد ظهر فى عام 1984، حينما نشر الدكتور آليك جيفريز عالم الوراثة بجامعة ليستر بلندن بحثا أوضح فيه أن المادة الوراثية قد تتكرر عدة مرات، وتعيد نفسها فى تتابعات عشوائية غير مفهومة، وبعد عام من نشر هذا البحث توصل إلى أن هذه التتابعات هى التى تميز كل فرد عن غيره، ولا يمكن أن تتشابه بين أثنين إلا فى حالات التوائم المتماثلة فقط، بل إن احتمال تشابه بصمتين وراثيتين بين شخص وآخر هو واحد فى التريليون، مما يجعل التشابه مستحيلا، لأن سكان الأرض لا يتعدون المليارات الستة.

وسجل الدكتور "آليك" براءة اكتشافه عام 1985، وأطلق على هذه التتابعات اسم "البصمة الوراثية للإنسان" The DNA Fingerprint.

وهذه البصمة تعد الآن من أكثر الوسائل فاعلية فى التعرف على الشخص وتفيد كثيرا فى تحقيقات الشرطة والتعرف إلى مجهولى الهوية.