ملح الطعام .. لماذا يجب أن يكون متوازنا؟

من الأخطاء الشائعة أن لا يدرك الواحد منا كمية ملح الطعام التي يحتاجها فعليا والكمية التي يتناولها في يومه، وأن الزائد منه سيكون عامل خطر على صحته.
 
أولا يجب ألا ننسى أن الجسم يَحتاجُ لبَعْض الصوديومِ حتى يقوم بوظائفه الحيوية بطريقة جيدة وبشكل صحيح.
 
فالصوديوم يُساعدُ على إبْقاء التوازنِ الصحيحِ للسوائلِ في الجسم، ويُساعدُ على إرْسال الحوافز العصبية، ويُؤثرُ على الانكماش وإرخاءِ العضلاتِ.
 
إن الكليتين تعملان على تنظيم كمية الصوديوم التي يحتاج إليها الجسم، فعندما تكون مستويات الصوديومِ منخفضة، تقوم الكليتان بالاحتفاظ به، وعندما يكون مستواه عاليا، تخرج الكليتان الكمية الفائضة منه في البول.
 
أما إذا كانت الكليتان لا تَستطيعان التخلص من الصوديوم اللازمِ، فيبدأ الصوديوم بالتجمع في الدم، وذلك بفضل خاصية الصوديوم في جذب وحبس الماء، ومن ثم يزيد حجم الدم، تباعا، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لتحريك دم أكثرِ خلال الأوعية الدموية، فيزيد الضغط في الشرايين.
 
ويمكن أَن تؤدي بعض الأمراضِ مثل عجز القلب الاحتقاني، التليف الكبدي وأمراض الكلى المزمنة إلى عدم قابلية تنظيم الصوديوم.
 
الكثير منا يفاجأون بأن لديهم مستويات غير صحية من الصوديوم، خصوصا عندما تحتوي أنواع الأطعمة على عنصر الصوديوم أكثر من اللازم.
 
ويأتي نحو 11 في المائة من الصوديوم يأتي من الملحِ المضاف أَو صوديوم التوابل التي تضاف إلى الأطعمة منه من الطبخ أَو أثناء الأكل، لكن أكبر كمية من الصوديوم (77 في المائة)، تأتي من تناول أطعمة محضرة أَو مصنعة تحتوي على هذا المعدن.
 
لذا فعلى الرغم من تحديد كمية الملحِ المضاف إلى الغذاء، فإن الغذاء نفسه قد يكون عاليا في محتواه من الصوديومِ.
 
إن المنظمات الصحية المختلفة، ومنها الأكاديمية الوطنية لمعهد علوم الطب الأميركية، توصي بأن تكون كمية الصوديوم اليومية ما بين 1,5-2,4 غرام في اليوم للبالغين الأصحاء وهي أقل بعشر مرات من الكمية الموجودة في المأكولات «المنكهة بحسب الذوق»، كما توصي بضرورة السيطرة على كمية الصوديوم اليومية وذلك بعدة طرق، منها:
- الإكثار من أكل الأطعمة الطازجة والتقليل من الأطعمة المصنعة، والإكثار من الفواكه الطازجة والخضار فهي منخفضة طبيعيا في الصوديوم.
 
- التخفيف من الملح بقدر الإمكان، وحذفه من الكثير من الوجبات.
 
- الحد من استعمال توابل الصوديوم المركزة في الصلصات، السلطات، الخردل.
 
- استعمال أعشاب وتوابل ونكهات أخرى لتحسين الطعم.
 
- استبدال الملح باستعمال أملاح خفيفة تحتوي خليط من ملحِ المائدة (وهو كلوريد الصوديوم) مع مركبات أخرى، أو باستعمال البدائل التي تحتوي كلوريد البوتاسيوم، إذ إن البوتاسيوم يمكن أن يقلل بعضا من أذى الصوديوم الزائد، أما الفائض منه فيمكن أن يكون ضارا أيضا.