إخفاء الأدوية في الطعام .. بين الرفض والقبول

عندما كنا أطفالاً، اعتاد آبائؤنا إخفاء الأدوية بداخل طعامنا أو شرابنا إذا مرضنا، وقد كان الأمر مقبولا خاصة إن لم توجد وسيلة أخرى لتناول الدواء.
ولكن هل أمر إخفاء الأدوية في الطعام أو الشراب هي مسألة أخلاقية مسموح بها؟ هل إخفاء الأدوية أمر لابد وأن يعاقب طبيا أو يتم الإبلاغ عنه؟ هل هو أمر منتشر؟

- مدى إخفاء الدواء في الطعام:

إن الدراسات التي أجريت بشأن إخفاء الأدوية تبدو غير مكتملة ولكنها موحية، وقد كشفت دراسة أجريت عام 2000 أن الأدوية تعطى سرا في 24-34 دور تمريض في جنوب شرق إنجلترا.
في حين أظهرت دراسة أخرى أجريت مؤخرا أن 11-17% من 1362 مريض يعانون من الخرف يتم إعطاؤهم الدواء سرا ممزوجا بالطعام أو الشراب ما لا يقل عن مرة واحدة كل أسبوع.
هذا وقد وجدت دراسة النرويج أيضا أن 40% من وثائق التمريض سجلت إخفاء الدواء في الطعام أو الشراب، وعندما يصرح الطبيب بذلك، تكتب فقط تلك الممارسة بنسبة 57% في السجلات الطبيبة مقابل 23% للعكس.
ووفقا لـ Paul Appelbaum الرئيس السابق لجمعية الطب النفسي الأمريكية فإن إخفاء الأدوية هو أمر نادر الحدوث عند التعامل مع المرضى بأمريكا، وبشكل عام هناك القليل من المعلومات المتوافرة بشأن تلك الممارسة المثار حولها الجدل في بلده.

- مؤيدو الإخفاء:

إن لإخفاء الدواء في الطعام والشراب مؤيدين كثيرين، وفي تلك الحالة عليك التحدث إلى أي من مقدمي الرعاية الصحية الذي بإمكانه إخبارك ببعض الأمثلة التي يصبح فيها إخفاء الدواء أمرا شرعيا ومقبولا.
ولعل من أحد مميزات تلك الممارسة هي تجنب التأخير في العلاج، والذي يؤدي بدوره إلى زيادة المرض وإطالة عذاب المريض ومن ثم سوء حالته.

- انتقادات تلك الممارسة:

يرى منتقدو هذه الممارسة أنه يشكل انتهاكا للثقة من قبل الطبيب أو مقدم الرعاية أو من قبل أفراد الأسرة الذين يديرون الأدوية، والعديد من المرضى يستاؤون ويرفضون العلاج عندما يشعرون بالخيانة أو عدم الثقة من قبل الطبيب أو أحد أقاربهم، وهذا بدوره يولد جنون العظمة.
ويصبح من غير القانوني أو أخلاقي تنفيذ تلك الممارسة دون الحصول على إذن أو موافقة المختص، ومن ثم هل يمكنك علاج شخص ما دون موافقته؟