ما العلاقة بين الأطفال حديثي الولادة ونقص فيتامين «دي»؟

ارتبطت ولادة الطفل الخديج، الذي يولد قبل إتمام الأسبوع الـ37 من الحمل، بارتفاع نسبة وفاته لعدم اكتمال نمو الجهاز التنفسي لديه، إلا أن التطور الطبي الحديث تمكن من إطالة فترة بقاء الجنين داخل رحم أمه لما بعد الأسبوع السابع والثلاثين واكتمال تكوين جهازه التنفسي، وذلك باستخدام وسائل حديثة مختلفة.
وبعد التغلب على معظم ما يتعرض له الطفل الخديج (المبتسر) من مشاكل صحية متنوعة، مثل مشاكل الجهاز التنفسي وتنظيم حرارة الجسم وسلامة جهاز القلب والأوعية الدموية وتصنيع مكونات الدم ومشاكل الرضاعة التي تتطلب جهدا كبيرا من الطفل .. إلخ .. يظل هذا المخلوق الضعيف يواجه قائمة طويلة من المشاكل الصحية الأخرى. ويأتي في مقدمة هذه المشاكل عدم كفاية فيتامين «دي» (D)، والتعرض للكائنات المعدلة وراثيا، وضعف الجهاز الهضمي خاصة الأمعاء، إضافة إلى التعرض للمواد الكيماوية المثبطة للمناعة وأداء الوظائف الطبيعية لأعضاء الجسم الحيوية.
وبسبب مشكلة نقص فيتامين «دي» عن المعدل الطبيعي الموصى به عالميا، يتعرض الطفل لمشكلات صحية أهمها الكساح (لين العظام، وضعف العظام)، وكان هذا حافزا دفع الباحثين للتحقق من الجرعات اللازمة لتصحيح نقص هذا الفيتامين لدى المولود الخديج.
وقد قدمت أكبر دراسة حتى الآن، أجريت على الأطفال المولودين قبل تمام فترة الحمل (الخدج) في الاجتماع السنوي للجمعيات الأكاديمية لطب الأطفال (PAS) في واشنطن في الخامس من شهر مايو (أيار) للعام الحالي 2013. 
وأجريت هذه الدراسة على ستة وتسعين خديجا من الذين ولدوا بين 28 و34 أسبوعا من الحمل، وتم فحص مستوى فيتامين «دي» لديهم عن طريق اختبارات الدم، وتم اختيار الأطفال عشوائيا لتلقي إما 400 أو 800 وحدة دولية من فيتامين «D3». وبعد مضي 40 أسبوعا وُجد أن معدل انتشار أعراض نقص فيتامين «دي» قد انخفض عما كان عليه إلى 43 في المائة في المجموعة التي أعطيت 800 وحدة دولية عن المجموعة التي أعطيت جرعة 400 وحدة دولية.
وعليه، أوصت نتائج هذه الدراسة بإعطاء المواليد الذين يعانون من معدلات عالية من قصور فيتامين «دي» مكملات من فيتامين D3 بجرعة 800 وحدة دولية يوميا، ثم جرعة 400 وحدة دولية يوميا بعد الشهر الثالث، وذلك للوقاية من معدلات انتشار حالة نقص الفيتامين الخطيرة بين هذه الفئة من الأطفال.
ولتحسين وتعزيز صحة الطفل على المدى الطويل يجب على الأم ألا تتقاعس عن إرضاع طفلها طبيعيا من ثدييها خلال الشهور الأولى من ولادته ولأقصى فترة ممكنة، ثم الاهتمام بإعطائه الغذاء الصحي العضوي مع الكثير من الأطعمة المخمرة، والتأكد دوريا من مستويات فيتامين «دي»، وبذلك تكون قد منحت طفلها بداية صحية لحياته.