بهذه التربية يصبح ابنك "جنتلمان"

من الممكن تعليم طفلك كي يصبح "جنتلمان" إذا بذلت قليلاً من الجهد والتفكير في هذا الموضوع، وستحتاجين لتحقيقه إلى الصبر والتفاني، لكن هذه النصائح التالية سوف تساعدك على التوجه للمسار الصحيح، فالبدء في غرس بعض الأخلاقيات والعادات الهامة في مرحلة الصغر هو أفضل طريقة لبناء شخصية الجنتلمان، واكتساب حب وإعجاب جميع من حوله وخاصة في التعامل مع عالم المرأة طوال حياته.

 

تمثل التصرفات والسلوكيات الخطوة الأولى التي يمكنك تعليمها لابنك ليصبح مستقبلا جنتلمان، وهي تبدأ بتعليمه عبارة الاستئذان المهذب "من فضلك" وكلمة الشكر "شكرا" حيث يسيران جنبا إلى جنب في أسلوب تعامله مع الغير.

 

ومن الأمثلة الهامة مضغ الطعام والفم مغلق، غلق باب الحمام عند الدخول، خلع الحذاء عند دخول المنزل وغيرها من العديد من الآداب الضرورية لتعليمه إياها منذ الصغر، وعلى الأم التحلي بالصبر لأنها تستغرق وقتاً حتى تصبح عادات أساسية.

 

بالطبع مظهر الولد خطوة هامة تعبر عن شخصية أي جنتلمان، ولتحقيق ذلك ليس من الضروري أن يرتدي طفلك بدلات ورابطات عنق، إنما التأكد من أنه يرتدي شيئاً آخر مع الملابس الرياضية والتي- شيرت عند مقابلة الناس، فالمظهر الجيد يساعده كثيرا عندما يكبر ويصبح رجلا، خاصة في المواقف التالية:

- مقابلات الوظائف.

 

- الدراسة بالجامعة.

 

- المواعيد الخاصة التي تحتاج إلى مظهر أنيق.

 

يمكن أن تكون اللغة شيئاً صعباً في مرحلة مبكرة من عمر الطفل،  فرغم أن الأطفال يتمتعون بالذكاء، يسمعون وينتبهون لأشياء قد لا ندركها نحن، لكن يجب أن يتخلى الوالدان تماما عن استخدام الألفاظ البذيئة  والحذر عند انتقاء كلماتهم  فهذا سوف يؤدي نتائج جيدة.

 

وتذكري أن اللغة المهذبة لا تتلخص في إبعاده عن الكلمات البذيئة فقط إنما عليك تعليمه كيفية التحدث بوضوح وتوصيل مشاعره بالطريقة الصحيحة أيضا.

 

كفتح الباب للضيف عند المغادرة وخاصة إذا كان امرأة وهذا من التصرفات المهذبة الواجب تدريب الابن عليها، لأنها من العادات الأصيلة التي تعبر عن الشهامة والفروسية وللأسف بدأت تتلاشى في عصرنا هذا، لكن لا تسمحي لذلك أن يثبط من عزيمتك إنما شجعيه على فتح الباب لكل امرأة وإمساك الباب لها في أي وقت تكونين معه في خارج البيت وأمام الناس.

 

في أي وقت يصنع طفلك لك شيئاً ما مثل بطاقة تهنئة أو يحضر لك زهرة أو يعطيك هدية يجب أن تظهري اهتماماً وامتناناً كبيراً لهذا التصرف، حتى تحفزيه على الاستمرار في إعطائك هدايا جميلة بسيطة، مما يزرع بداخله فكرة معامة المرأة مثل ملكة، وهذه من العادات المهذبة النافعة جدا عندما يصبح رجلا، فهل هناك أي امرأة يمكنها الصمود أمام هدية جميلة مثل شوكولاتة، زهرة أو غيرها من شريك حياتها الجنتلمان.

 

المزاجية جزء هام من كيفية تعامل الصبية الصغار مع الغير، فإذا لاحظت ظهور بوادر هذه المشكلة عند ابنك حاولي إيقافها في مرحلة عمرية مبكرة، وتذكري أن الطريقة التي تظهرين بها أمامه ستكون النافذة والفكرة التي ينظر بها إلى معظم النساء لباقي عمره، ولكي يعامل الفتيات مثل الملكات اجعلي وجهة نظره عن أمه راقية وفي مكانة عالية.

 

تذكري عزيزتي الأم أن الصبية الصغار يتعلمون دائما بالأمثلة، لذا اسألي نفسك إذا كان بحياة طفلك نماذج أو أمثلة سيئة، وإذا كان.. حاولي بكل السبل قطع علاقتك بأي شخص يتصرف بطريقة عكس ما ترغبين في تعليمها لطفلك حتى لا يفسد ما تبنيه.

 

الإيثار هو تفضيل الغير على النفس، ويتسم الرجل الحقيقي أو الجنتلمان بأنه يضحي بما يحب من أجل من يحب خاصة عندما يتعلق الأمر بالمرأة بدءا من الأم، الأخت، الزوجة حتى كل امرأة يقابلها في الحياة، وهي من عاداتنا العربية الأصيلة.

 

يقوم الرجل في بلادنا بخدمة المرأة، تحمل الأعمال والأعباء التي تتطلب جهداً كبيراً، الإيثار بمكانه في المواصلات العامة حتى تجلس هي، حمل الحقائب الثقيلة عنها، تفضيلها على نفسه في الملبس والمأكل وكل شيء لأنها بالنسبة له مخلوق ذو مكانة رفيعة جدا ويستحق معاملة راقية جدا.

 

بالطبع بدأ هذا المبدأ يتلاشى من مجتمعاتنا شيئا فشيئاً حيث تغيرت فكرة الرجال عن المرأة بعد نزولها للعمل والاعتماد على نفسها في كثير من نواحي الحياة والمطالبة بحقوقها المفقودة، مما جعله يشعر بأنها كلما ارتفعت مكانتها كلما قلت مكانته هو، ورغم أن هذا الاعتقاد خاطيء تماما إلا أنه منتشر. ومع كل هذا استمري في غرس عادات الأصالة والرجولة الحقيقية بابنك حتى نبدأ في إنبات جيل جديد من الرجال نعيد من خلاله عاداتنا الجميلة لننشئ مجتمعاً راقياً.

 

كانت هذه الأشياء البسيطة التي يقترح عليك خبراء علم النفس والاجتماع تعليمها لابنك الصغير ليصبح جنتلمان عندما يكبر، لكن لا تنسي أن للأب دوراً شديد الأهمية في هذا أيضا، فإذا كان الأب نموذجاً مشرفاً أمام ابنه سوف يساعدك ذلك على غرس المباديء التي نتحدث عنها وتسهيل المهمة عليك.