بولندي يفيق من غيبوبة بعد 19 عاما.. ويستغرب أنتهاء الشيوعية

أفاق رجل بولندي من غيبوبة استمرت 19 عاما، ليجد أشياء كثيرة تغيرت وعالما انقلبت موازينه.. الحزب الشيوعي البولندي لم يعد هو الحزب الحاكم.، والطعام لم يعد يقدم للمواطنين ببطاقات الإعانة.. ولم تعد هناك صفوف لصرف القوت والمواد التموينية. وقصته مع أطول غيبوبة سجلت في بلاده بدأت عام 1988 حينما صدمه قطار، ولم يفق إلا أخيرا، كما نقل التلفزيون البولندي.
وكان الأطباء، حسب التلفزيون البولندي، قد قدروا أنه لن يستطيع البقاء على قيد الحياة لأكثر من 3 سنوات. ولكن «رجل الكهف البولندي المعاصر»، أفاق ونطق وعاد إليه كامل عقله. وسريعا فهم التحولات التي جرت.. وما أكثرها. يقول جان غريزيبيسكي عامل السكك الحديدية، الذي يدين بحياته لزوجته غيرترودا، التي ما كلّت ولا ملّت، وظلت تراقبه وتقف إلى جانبه، تحوله من رقدة إلى رقدة ومن جانب إلى جانب، حتى لا تصيبه قرحة سريرية. قال غريزيبيسكي للتلفزيون البولندي «إنها غيرترودا.. هي التي أنقذتني لذا لن أنسى لها هذا». وبعد اطلاعه على ما يجري حوله وسؤاله الناس عن مظاهر وأشياء لم يعتد عليها من قبل، قال «الآن أرى عجبا.. الناس في الشوارع يحملون هواتف يضعونها في جيوبهم.. البضائع كثيرة في الدكاكين.. إن هذا يكاد يصيبني بالدوار».


أكثر ما أدهشه انعدام الصفوف..و«أولئك الذين يحملون هواتفهم في جيوبهم ويتكلمون طوال اليوم»
وقال التلفزيون البولندي «شهد الجميع كيف كانت زوجته تحرك زوجها في كل ساعة لتجنبه قرحة السرير القاتلة. وقالت الزوجة غيرترودا للتلفزيون، «لطالما تألمت.. بكيت كثيرا، وصليت كثيرا (...) وكان الذين يزوروننا يسألون: متى يموت؟ ولكنه صارع ولم يمت».

وعندما أصيب جان غريزيبيسكي عامل السكك الحديدية في حادث القطار، كانت بولندا يحكمها آخر حاكم شيوعي هو ياروزوليسكي. وقال غريزيبيسكي «عندما أصبت ودخلت في الغيبوبة لم يكن هناك في الدكاكين غير الشاي والخل. واللحم كان يعطى لنا ضمن مواد التموين الاجتماعي، وكانت هناك صفوف طويلة جدا في كل مكان بالنسبة للوقود». ولعل أكثر ما أضحك البولنديين تكرار جان غريزيبيسكي لدهشته التي أثارها فيه أولئك الذين يضعون هواتف في جيوبهم ويتحدثون بها ولا يكفون عن الكلام بها طوال اليوم».