مؤسسة جوجل .. لماذا علينا الخوف منها؟

نحن مرتبطون بشدة بمؤسسة جوجل فهي بالنسبة لنا الأفضل لقضاء الوقت، ولما لا وهي جعلت الإنترنت سهل الاستخدام عن ذي قبل، تدلل عملاءها وتدفع لهم فاتورة استخدام اليوتيوب رغم أنها تفقد المال كما لو كانت تلعب به القمار أو تشتري به الكوكايين.
ولسوء الحظ أن كثيرا مما يجعل جوجل شيئاً مبهراً ورائعاً هو ذاته ما يزيد من كونها مصدراً مخيفاً مع الاستخدام اليومي لها، ويرجع هذا الخوف إلى بعض الأسباب الخطيرة والهامة التي أوضحها لنا الخبراء والتي علينا التعرف عليها بالتفصيل ومحاولة الحذر عند الاستخدام.

أسباب الخوف من جوجل هي:

جوجل يسجل كل شيء عنك:

إذا كنت من الذين يفضلون البحث عن معلومات ومواقع خطيرة سيئة، غريبة وغير معتادة مثل المواقع الإباحية أو الجنسية مثلا فإن جوجل ليس هو محرك البحث الوحيد الموجود على الإنترنت إنما ما يميزه كونه الأفضل في تقديم المعلومات التي تبحث عنها في أسرع وقت، ومهما حاولت حذف أو إخفاء سجل البحث الذي قمت به من ذاكرة البحث ومعاودة الاطلاع عليها بدون أن يعلم أحد بذلك، معتقدا أن هذا هو السبيل الصحيح فأنت مخطيء والسبب..

الخطورة:

تبين أن جوجل يقوم بتسجيل كل شيء وكل موقع قد زرته لدى محرك البحث الخاص به في قائمة الباحثين على جوجل؛ حيث تربط كل المواقع التي تبحث بها مع عنوان الـ IP الخاص بك وترفق به الكثير من المعلومات الشخصية عنك، المشكلة أننا لا نعلم إلى أي مدى قد يصل بنا هذا.
وبالإضافة إلى مطاردته السلبية لك في كل ما تزور من مواقع، الأخطر أنك إن استخدمت جوجل لمساعدتك في البحث عبر الشبكة، يقوم بتثبيت ملف تعريف ارتباطي على متصفحك الخاص الذي يسجل كل صفحة تزورها وكل استمارة تملؤها وحتى كل محادثة تتحدثها، إن جوجل يرى كل ما تفعل ويخزنه لمدة لا تقل عن تسعة أشهر.
وتصرح جمعية الخصوصية الدولية والمؤيدة للمستخدم أن فترة التسعة أشهر هي أفضل سيناريو، فحتى إن استخدمت فقط قليلاً من خدمات جوجل تحتفظ المؤسسة أو الشركة بكمية كبيرة من المعلومات عن هذا المستخدم في كثير من الأحيان لمدة من الزمن غير معلنة أو غير محددة دون أن تفسر هدفها الذي تسعى إليه من ذلك والعواقب التالية له.
وبالطبع يمارس جوجل عملا تجاريا مربحا عندما يوصل لك ما تبحث عنه ومعرفة كل شيء عنك يسهل عليه هذه المهمة ويجعله يؤديها بشكل أفضل، فعندما تكتب على سبيل المثال عبارة "بحث عن وظيفة" في شريط البحث لديك، ربما يسلط ياهو التركيز على وظيفة معينة، لكن جوجل يعرف أفضل من ذلك، لأن منتجاته تعمل بشكل أفضل كلما علمت أكثر عنك.
فبالإضافة إلى أن هناك أناساً فعليين سوف يقرؤون كل الأشياء السرية والسيئة التي قد خزنوها عنك، فقد يكون لديهم سبب لسؤالك عنها بأي طريقة، ففي عام 2009 قام "Eric Schmidt" الرئيس التنفيذي لمؤسة جوجل بتحذير المستخدمين.
 

وفي النهاية:

إذا كان لديك شيء لا ترغب أن يعلمه أحد فلا يجب أن تفعله من الأساس، ربما يكون هذا هو الوقت المناسب لكي تتوقف عن معاملة جوجل كنفسك ومصدر ثقتك أو مثل الصديق الذي تجد عنده إجابة لكل ما يدور بداخلك، حتى لا تجد مدونة لديهم بكل تحركاتك على الإنترنت، مهما كانت النصيحة التي يقدمونها لك، فأنت لن تشعر بالارتياح به مرة أخرى.

جوجل يختلف عن المؤسسات الأخرى

المفهوم الخاطيء:

يعلم الجميع أن الشركات لا يمكن الأخذ بوعودها، على سبيل المثال إذا قامت شركة كوكاكولا بتغيير شعارها من "استمتع" إلى "لاتغتصب" ربما يفترض كل واحد أنهم يضعون حبوب منع الحمل داخل إحدى مكوناتها، لكن عندما كتب جوجل عبارة "لا تكن شريراً" كانت شعارا غير رسمي حيث نظرت إليها وسائل الإعلام والجمهور بشكل عام أنها مبالغة لا تقارن بمقدار الخدمات المجانية السيئة التي تقدمها لنا.
نعم، من أكثر الأشياء التي تعبر عن حسن النية لدى جوجل والتي اشترتها على مدى العشر سنوات الماضية وحقيقة أنها تخلق للمستخدم بعضاً من أفضل التطبيقات على شبكة الإنترنت ولا تطلب منه أن يدفع ثمن أي منها، إذا لماذا علينا التعامل مع جوجل بطريقة مختلفة? الظاهر لنا أن جوجل لا تهتم حتى بالحصول على المال وأنها هنا فقط لتجعل حياتنا أسهل، قد تعتقد أنها جمعية خيرية، لكن...

الحقيقة المرعبة:

جوجل ليست عصا التكنولوجيا السحرية التي وجدت فقط لمساعدتك في الحصول على المعلومات وهي "الويكيبيديا"، إنما هي مؤسسة هدفها الحصول على أكبر قدر من المال الممكن على مستوى العالم، ولا تعمل على مبدأ "لا تكن شريرا" أو كن خيرا، لأنها لو التزمت بهذه العبارة فلن تربح المال وإذا حاول أحد موظفيها مجرد التلميح بتلك العبارة قد يتم فصله على الفور من عمله.
وقد أعلن "Scott Cleland" الذي جعل مهنته الوحيدة هي مراقبة جوجل بجدية أنها مؤسسة تشبه "مصاصي الدماء" ولا تعمل إطلاقا من أجل المستخدمين، إنما تخدم المعلنين والناشرين على الموقع وهم من يوفرون تقريبا جميع عائدات جوجل حيث تمثل الإعلانات عليها 97% من بلايين الدولارات التي تكسبها.
فكل ما تمنحه جوجل لك من خدمات مجانية مثل الحصول على معلومات، تصفح الخرائط، التواصل الاجتماعي والتحدث مع الغير، استقبال وإرسال الرسائل تتلقى تمويلا له من خلال الخطوط الزرقاء التي تظهر في الجزء العلوي من حسابك الخاص عبر بريدك الإلكتروني، أو الخط الجانبي لنتائج البحث الذي تقوم به.
وعندما تستخدم تلك الخدمات المتعددة تجمع جوجل المعلومات عنك، وتستخدم ما علمته لتوجه الإعلانات على النحو الذي يتناسب مع ذوقك، وهذه هي طريقة جوجل في القدرة على احتكار الإعلانات على شبكة الإنترنت وأنت المغفل الوحيد في هذه العملية.
في الواقع إنه نموذج عبقري للعمل، فكلما ازدادت نسبة الإعلانات التي تبيعها كلما ازداد عدد الخدمات المجانية التي تقدمها لك، وكلما قدمت لك ذلك كلما وسعت شهرتها وزاد استخدامك لها واعتقادك أنها شركة جيدة وتكشف لها عن نفسك أكثر، وفي النهاية ترتفع نسبة أرباحها.
وقد بدأ الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار تحقيقاً رسمياً مع جوجل، واستجابت من جانبها عن طريق عقد بعض الصفقات المريبة مع مايكروسوفت، وكذلك عقدت صفقة مع شركة Sony لجعل جوجل كروم المتصفح الافتراضي على كافة أجهزة الكمبيوتر من نوع VALVO وكروم OS القادمة سوف تعمل مع متصفح واحد فقط، خمن ما هو؟

إنها تستخدم حصتها الهائلة في السوق لتنفق أكثر عن المنافسة في تذكيرك بمن أنت؟

جوجل شركة كبيرة لأنها ذكية بل وتفوق الذكاء نفسه:

استطاعت جوجل كمؤسسة القيام بشيء لا يمكن تصديقه وهو تحقيق كم مخيف من القوة بدون أن تزعج نفسها، فإذا كنا نملك المال والنفوذ الذي تتمتع بهما جوجل فلن يهمك أحد في العالم.

المصدر السري للكسب لدى جوجل هو:

كل شيء قمنا بكشفه حتى الآن من تجسس، إعلانات عبر الشبكة كان هو نتاج العمل الآلي لجوجل، فربما تشعر بالارتياح لمعرفة أنه ليس هناك رجل ما يجلس في معسكر جوجل ويحلل ما الإعلان الذي يقدمه لك ويعتمد على ذوقك الفريد في الموسيقى أو المواد الإباحية، لأن كل ما سجلت عنك من تصفحات محرمة هي مجرد صفر في المعادلة المعقدة التي تعمل بها وبشكل لا يصدق.
لكن تصير الأمور أكثر جنونا عندما يتوقف شيء في هذه المعادلة المعقدة عن العمل ويصبح على الأشخاص العاملين وراء الكواليس التصرف بها واتخاذ القرار، ولسوء الحظ عندما تتحكم في كيفية تفاعل معظم دول العالم مع الإنترنت فلن تجد ما يقال عنه القرار العادل، والذي سيتغير كله عندما يعود حمل الإنترنت الزائد للعمل.
ففي عام 2010 أعلنت الألفية الرقمية أن جوجل حذفت مجموعة من مدونات الخدمة عنهم رغم أن العديد من المدونين لم يفعلوا شيئاً، حيث يعمل البعض منهم مع سجل العلامات والأشرطة أو الشرائح ولم يتلقى العديد من المدونين أي تحذير على الإطلاق عن تلك المشكلة والتي تعتبر انتهاكاً مباشراً لسياسة جوجل الخاصة، فيمكن لجوجل اللعب كما تشاء في حساباتنا الخاصة وتسجيلاتنا على الإنترنت بدون أن تعلمنا بذلك من أجل أهدافها الخاصة.

ليس بإمكاننا عمل أي شيء مع هذه المنظمة القذرة:

كل ما ذكرناه سابقا صحيح حتى الآن، لكن من السهل أن تكون رجلا جيدا عند عمل كثير من المال تشعر حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بالحاجة إلى التدخل وبالضرورة تقول لك "هذا ليس عدلا" ومع ذلك في الربيع الماضي ومع بدء انطلاق خدمة Buzz التي أظهرت جوجل من خلالها كيف تتفاعل في مواجهة المنافسة الصحيحة، لكن العكس صحيح.
فخدمة مثل الفيسبوك تبدأ في اغتصاب مكان جوجل كمركز لحياة معظم الناس على الإنترنت، وكانت Buzz محاولتهم لابتلاع الفيسبوك، فالمنافسة هي شريان الحياة للرأسمالية والرأسمالية هي ما تتيح لنا الوصول للكوكايين.

أين مركز الخوف من Buzz؟

تقوم خدمة Buzz التي قدمتها لك جوجل أتوماتيكيا أو تلقائيا بنشر معلومات التواصل عن كل شخص تتصل به على صفحتك الخاصة على الفيسبوك، وقد وجدت "هارييت جاكوبس" على سبيل المثال مدوناتها المسيئة مع زوجها السابق وتاريخها على الملأ مع بعض مجانين الإنترنت الذين قاموا بتهديدها بالقتل وحشد غافر من الذين لاحقوها.
فالقرار لربط خدمة مصممة لنشر معلومات الأشخاص العامة مع حسابات بريدهم الإلكتروني الخاص لم يكن عملاً مفاجئاً إنما هو مؤشر لمشكلة رئيسية في فلسفة شركتهم، فجوجل شغوفة جدا لدخول لعبة وسائل الإعلام الاجتماعية وربما تكون المعلومات التي لا ترغب أن تعلمها لأحد عبر بريدك الإلكتروني.
تعترف جوجل أنها يمكن أن تأخذ وجهك وتقوم بعمله عن طريق الفوتوشوب ليصبح غلافاً لكل شاشة إباحية تظهر لكل من يبحث في هذا المجال.

جوجل أصبحت الأقوى على الكوكب كله:

تؤمن مؤسسة جوجل الآن أنها تملك نفوذاً يساوي ما تملكه جميع الشعوب على كوكب الأرض، فبناء على ما قاله مراقب جوجل أن قوتها في تزايد مستمر جعلها تؤمن بقدرتها على خرق القواعد، المعايير والأنظمة والقوانين التي يحترمها ويطيعها الآخرون تلقائيا وغير خاضعة للمساءلة مثل بقية العالم. ورغم أن جوجل لا تستخدم كل ما لديها من معلومات في أعمال شريرة، فهذا دليل على أن تعلم أنها قادرة على ذلك إذا أرادت وهذا شيء في خطتها.

ختاما:

أرأيت عزيزي القارئ ومستخدم خدمات جوجل على الإنترنت أنها تحتفظ بمعلومات وبيانات عنك وعن أصدقائك وكلها مسجلة لدى سجلاتها، فعليك الانتباه بعد اليوم لما تفعل على الإنترنت وعما تبحث وكيف وكل ما تدونه عن نفسك.