تقدم طبي ملموس في علاج الصمام الأورطى

العلاج بالقسطرة يلغي الحاجة لإجراء الجراحة للكثير من المصابين
العلاج بالقسطرة يلغي الحاجة لإجراء الجراحة للكثير من المصابين

يبدو أطباء القلب متحمسين بدرجة أكبر لتقنية علاجية تستخدم في استبدال الصمامات الأورطية (aortic valves) التي تعاني من القصور، من دون إجراء جراحة قلب مفتوح. وقد تناولت رسالة هارفارد للقلب في فبراير (شباط) 2012، عملية استبدال الصمام بواسطة القسطرة (transcatheter aortic valve replacement TAVR) التي تسمح بتوصيل صمام جديد إلى القلب عبر قسطرة يتم إدخالها في أحد الشرايين في منطقة الأربية عند التقاء الفخذ بجذع الإنسان.
صمام بالقسطرة
وفي التجارب الإكلينيكية في مستشفى بريغهام والنساء، ومستشفى ماساتشوستس العام و24 مركزا طبيا أكاديميا آخر، أفادت عملية استبدال الصمام الأورطى بواسطة القسطرة، بدرجة كبيرة في حالات المرضى المصابين بقصور الصمامات الأورطية ممن لم يكونوا مرشحين لإجراء الجراحة. وقد اخذ الاهتمام بهذا الأسلوب العلاجي في التزايد، حيث أدى استخدام هذه التقنية لدى الأفراد إلى تمتع الخاضعين للعلاج بها بصحة أفضل من المصابين بأمراض الصمام الأورطى.
يقول أندرو أيزنهاور، مدير خدمات طب أمراض القلب والأوعية الدموية التدخلية بمستشفى بريغهام والنساء والأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة هارفارد: «تعتبر عملية استبدال الصمام بواسطة القسطرة أكثر الابتكارات العلاجية المثيرة المستخدمة في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية خلال العشرين سنة الماضية. لدي مرضى تغير مسارهم العلاجي تماما بفعل تطبيق هذه التقنية».
علاج الصمامات المريضة
يتم ضخ الدم الغني بالأكسجين إلى الجسم عبر الصمام الأورطى. وفي حالة ضيق الشريان الأورطى، يزداد سمك أجزاء الصمام وتصبح متخمة بالكالسيوم ويصعب فتحها وإغلاقها. وهذا يؤدي إلى صعوبات في عمل عضلة القلب لضخ الدم. وبمرور الوقت، ربما يحدث ألم في الصدر أو شعور بالإغماء أو ضيق تنفس.
لا يمكن أن تؤدي أنواع العلاج إلى القضاء على ضيق الشريان الأورطى أو منع تدهور الحالة.
حتى ظهور تقنية استبدال الصمام الأورطى بواسطة القسطرة، كان العلاج الوحيد المتاح هو الاستبدال الجراحي للصمام، الذي يتطلب إجراء جراحة قلب مفتوح. عادة ما تقضي العملية، التي يشير إليها الدكتور أيزنهاور بوصفها «واحدة من أنجح عمليات القلب التي تم ابتكارها»، على الحالة وتعالج الأعراض.
غير أنه في الوقت الذي يبدأ فيه كثيرون يعانون من الأعراض، تكون لديهم حالات صحية تجعل الجراحة خطيرة. وهؤلاء هم الأشخاص المؤهلون في الوقت الحالي للخضوع لتقنية استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة.
وقد بدأ اختبار تقنية استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة من خلال التجارب الإكلينيكية، عند تقييم استخدام صمام القلب «سابين» SAPIEN، أول صمام قلب يتم توصيله عبر القسطرة، لدى البشر في عام 2007 مع تنفيذ تجربة (بارتنر PARTNER) وهي «وضع الصمامات الأورطية عبر القسطرة».
وقد اعتبر جميع المشاركين غير مناسبين لجراحة قلب مفتوح تقليدية، وتم علاج نصفهم باستخدام أساليب علاجية غير جراحية، مثل توسيع الصمامات، في حين تلقى نصفهم الصمام الجديد المصنوع من أنسجة جسم الأبقار.
وبعد 12 شهرا، كان 69 في المائة من المرضى الذين خضعوا لتقنية استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة لا يزالون على قيد الحياة، لكن النسبة تدنت إلى 49.1 في المائة فقط من المرضى الذين تم علاجهم بالجراحة.
وبناء على هذه التجربة، صادقت إدارة الغذاء والدواء على تقنية استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة في عام 2011 لمن يعانون من ضيق في الشريان الأورطى ممن لا يستطيعون إجراء جراحة. وهو متوفر حاليا في الكثير من مراكز الإحالة الرئيسية في الولايات المتحدة.
وفي مارس (آذار) 2011، بدأت تجربة «بارتنر 2» في اختبار صمام «سابين» المصمم للشرايين الأصغر. وتضم هذه المرحلة أناسا معرضين لخطر إجراء جراحة. وتظهر النتائج الأولية أن معدل الوفيات بعد الجراحة وبعد استخدام تقنية استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة متماثلة.
توسيع نطاق العملية
يحاول أطباء القلب الإجابة عن تساؤلات من شأنها أن تحدد ما إذا كانت تقنية استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة بديلا آمنا وفعالا بالنسبة للمرضى الذين يحتاجون إلى جراحة لاستبدال الصمامات، أم لا.
ما مدى خطورة الحالة المرضية التي يجب أن يكون عليها مريض مرشح لإجراء جراحة كي يستفيد من تقنية استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة؟ ولأي فترة سوف يستمر الصمام الجديد؟ من سيستفيد من عملية استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة التي ستجرى عبر الإربية أو الشريان الأورطى أو عبر جدار الصدر مباشرة إلى القلب؟
«ما زلنا نتعلم. بالنسبة للمرضى الأصغر والأصح، يتعين علينا إظهار أن استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة له ميزة تفوق الجراحة. وتعتبر هذه تقنية جديدة، وتحدث التغيرات فيها بشكل سريع جدا»، حسبما يقول أيزنهاور.
علاجات ما بعد العملية
بعد الخضوع للعلاج بتقنية استبدال الصمام الأورطى عبر القسطرة، سيطلب منك أخذ، أو الاستمرار في أخذ، الأسبرين والكلوبيدوغريل clopidogrel (البلافيكس Plavix)، إضافة إلى أدوية القلب الأخرى التي تتناولها.
وهذا المزيج يجعل من الصعب بالنسبة للصفائح الدموية، وهي الخلايا الني تتجمع معا حينما يتم تنشيطها، أن تلتصق ببعضها البعض وتكون الجلطات في صمام القلب الجديد. ولدواء «بلافيكس» آثار جانبية محتملة وربما يتفاعل مع أدوية أخرى، يجب أن يصفها لك الطبيب في الوقت الذي يصف لك فيه «بلافيكس».