ما هو مرض انتباذ بطانة الرحم؟

مرض انتباذ بطانة الرحم هو ظاهرة طبية منتشرة لدى 1% - 2% من النساء في سن الخصوبة في اغلب الحالات. Share on facebookShare on twitterMore Sharing Services.
انتباذ بطانة الرحم هو حالة مرضية تصيب الجهاز التناسلي لدى الانثى، حيث هناك مراكز في بطانة الرحم تكون متواجدة خارج الرحم، في اجزاء مختلفة من الجسم. انتشار هذا الداء لدى النساء يقارب 1% - 2% ونحو 75% من حالات الاصابة بهذا الداء تظهر في سن 25 - 45 عاما.
المناطق الاكثر شيوعا التي يمكن وجود نقاط من بطانة الرحم فيها هما المبيضان (حوالي 50% من الحالات)، ثم الاعضاء المتواجدة في الحوض. ولكن بشكل اقل شيوعا، يمكن ان تكون هذه المراكز ايضا في البطن، بل قد تصل الى الرئتين، السرة وبطانة الانف، وقد يترك الامر ندوبا بعد عملية قيصرية.
ماهي وظيفة بطانة الرحم؟
انسجة بطانة الرحم تستجيب للهرمونات. تحدث التغييرات في افراز الهرمونات  في جسم المراة خلال الدورة الشهرية، اذ  تنزف بطانة الرحم خلال الحيض ردا على هذه التغيرات التي تحصل في الهرمونات، وكذلك تستجيب اجزاء من بطانة الرحم المتواجدة في غير مكانها الطبيعي لهذه التغيرات، ايضا.
 وهكذا يحدث نزيف داخلي لا يكون ثمة مكان لتصريفه. بامكان هذه المراكز خلق التهاب موضعي، وربما يتطور حتى تكون الخراجات. اما اذا كان التركيز في المبيض، فقد يشكل هذا ورما يسمى بالورم البطاني الرحمي.
ما هي اعراض داء انتباذ بطانة الرحم؟
العقم: لدى 30 - 40% من اللواتي يعانين من انتباذ بطانة الرحم. لدى النساء اللواتي يعانين من العقم، فان المسبب الاكثر وضوحا له هو داء انتباذ بطانة الرحم - نحو 15 - 25%.
مشاكل الاباضة.
عسر الطمث (dysmenorrhea) - الالم اثناء الدورة الشهرية. قد تكون الام الطمث هذه قوية جدا، الى درجة انها تسبب الوهن. عسر الجماع (dyspareunia) - الالم اثناء الجماع.
الالم المزمن في الحوض.
الام اسفل الظهر.
ما هي مسببات انتباذ بطانة الرحم؟
هنالك نظريات مختلفة حول اسباب تكون ونشوء داء انتباذ بطانة الرحم، وهنالك العديد من الاسئلة حول هذا الوضع. احدى النظريات تقول ان بطانة الرحم تتدحرج، خلال فترة الحيض، ليس فقط باتجاه المهبل، ولكن ايضا باتجاه تجويف البطن من خلال قناة فالوب.
هذه النظرية تفسر سبب حصول عيوب خلقية في الرحم، في كثير من الحالات، لدى ظهور هذه الحالة. وتقول نظرية اخرى ان الخلايا الظهارية تتعرض لعملية تغيير في تجويف البطن (حؤول -metaplasia)، مما يجعل الانسجة ذات خصائص مشابهة لخصائص بطانة الرحم. هذه النظرية هي الرائدة اليوم. وعلى اية حال، فمن الثابت ان للعيوب المناعية والوراثية، هي الاخرى، دورا مهما في حدوث انتباذ بطانة الرحم.
تشخيص داء انتباذ بطانة الرحم
ينشا الاشتباه بان المراة تعاني من انتباذ بطانة الرحم على اساس الاعراض السريرية التي تعاني منها. ​​النساء اللواتي لديهن خلفية عائلية يتم تحويلهن الى فحوص التشخيص والمتابعة المبكرة اكثر من غيرهن من النساء الاخريات.
في مثل هذا الوضع، يتم التشخيص في وقت مبكر، خلافا للحالات الاخرى التي يتم فيها التشخيص في وقت متاخر جدا. والشائع جدا اليوم ان فترة طويلة جدا تمر ما بين ظهور الاعراض وبين تاكيد التشخيص وتقديم العلاج، تستمر ما بين 8 - 10 سنوات.
في المرحلة التالية، يقوم الطبيب باجراء فحص الموجات فوق الصوتية، الذي لا يتم بواسطته، في كثير من الاحيان، الكشف عن هذه المراكز، وبالتالي فان غياب النتائج الايجابية في هذا الفحص لا ينفي، تماما، وجود هذا المرض.
الطريقة الوحيدة لتشخيص انتباذ بطانة الرحم بشكل نهائي، تام ومؤكد، هي بواسطة اخذ خزعة (Biopsy) من المراكز المشبوهة من خلال تنظير البطن وفحص العينة في المختبر.
ما هو العلاج لمرض انتباذ بطانة الرحم؟
للاسف، لا يتوفر حاليا اي علاج لهذا الداء، ولكن هنالك وسائل جراحية ودوائية يمكنها ان تحد كثيرا من اعراض المرض. يتم تحديد العلاج وفقا للظروف والمزايا المختلفة مثل سن المراة، شدة المرض وغيرها.
اذا كان العرض الرئيسي هو الام الطمث، فان العلاج الرئيسي هو حبوب منع الحمل ومضادات الالم. هذا العلاج يؤثر على المرض عن طريق اعاقة وتعطيل افراز الهرمونات المرتبطة بظهور هذه المراكز المرضية.
اذا كان المرض شديدا او لا يستجيب لهذا العلاج، او يحد من خصوبة المراة، فان استئصال مراكز الغشاء المخاطي عن طريق الجراحة غالبا ما يضمن الحد من الاعراض، في الكثير من الحالات ولفترات طويلة. اما بالنسبة للنساء الراغبات في الحمل، فان الحل الجراحي عادة هو المفضل، وذلك لان الادوية تحول دون تحقق الحمل.