الزواج بأجنبية .. كارثة تهدد أمتنا العربية

من الظواهر الخطيرة التى انتشرت فى بعض المجتمعات العربية بشكل ملحوظ، خلال السنوات العشر الأخيرة، ظاهرة "زواج الشباب العرب بأجنبيات"، بزعم أن كل الطموحات والأحلام المستحيلة يمكن تحقيقها بواسطتهن بأقل التكاليف!
ومن الطرق المؤدية لهذا الزواج: بحث الكثير من هؤلاء الشباب عن صديقة أجنبية، ومِن ثَم زوجة عن طريق الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، أو إقبال العديد ممن يقيمون منهم فى الخارج، بهدف العمل أو الدراسة، على الزواج بأجنبيات لتحصين أنفسهم ضد الوقوع فى معصية الزنا، ليس ذلك فحسب، بل هناك العديد من الشباب المصريين الذين يقيمون أو يعملون فى بعض المناطق والمدن السياحية، وعلى رأسها مدينة الغردقة التى أصبحت سوقًا لمثل هذا الأمر، يقومون بالزواج بالسائحات والزائرات الأجنبيات حتى وإن كن يكبرنهم بعدة سنوات!
ولأن توثيق هذا الزواج رسميًّا فى السفارات الأجنبية المختلفة الموجودة فى مصر يكلف الشاب حوالى 20 ألف جنيه - يعجز عن جمعها - انتشرت هناك مكاتب المحامين الذين يحررون ورقة الزواج العرفى، ومع أن الورقة واحدة من حيث الشكل والصياغة، إلا أن لكل منها سعرًا تبعًا لاسم المحامى الذى يحررها!!
للأسف الشديد.. يلجأ العديد من الشباب العرب - وخاصة المصريين - إلى الزواج بهذه الطريقة، نظرًا لغلاء تكاليف الزواج والمهور فى بلادهم، كما أن الشباب المصريين يهربون عن طريق هذا الزواج من واقع أليم فرضته عليهم حكومات متلاحقة، حيث تخلت عنهم وحرمتهم من أبسط حقوقهم للعيش بكرامة وعزة، وأحبطتهم بسياساتها الطاردة والمدمرة التى قتلت بداخلهم الأمل والطموح والرغبة فى البذل والعطاء والبقاء فى مصر، مما دفعهم إلى البحث عن وطن آخر يعوضهم خيرًا ويحقق لهم ما يتمنون! وهذا لا يتأتى إلا بالزواج بفتيات أو سيدات ينتمين إلى الدولة التى يود كل منهم الإقامة فيها كى يسهلن لهم الحصول على تأشيرة الدخول والإقامة! غير عابئين بالعواقب الوخيمة والأخطار الجسيمة المترتبة على مثل هذا النوع من الزواج، ومن أهمها:
- تَشَرُّد وضياع الأبناء الذين يقعون فى حيرة بين الأب والأم لاختلاف العادات والثقافات والقيم، الأمر الذى يصيبهم بصدمة ويجعلهم مشتتين ومتخبطين باستمرار، فلا يدرون أى ثقافة وأى منهج يتبعون، فكثيرًا ما تسافر الزوجة الأجنبية بصحبة ابنها فجأة ودون مقدمات وتحرم الأب تمامًا من رؤيته، ومنهن أيضًا من يسافرن ويتركن أبناءهن ويتخلين عن مسئولياتهن تجاههم!!
ـ ضياع اللغة العربية، وتظهر هذه المشكلة فى مدارس المرحلة التأسيسية، حيث يتحدث الأطفال لغات أخرى غير اللغة العربية، ويعانون فى التعليم، وبالتالى تظهر لديهم مشكلة التأخر الدراسى.
ـ عدم انتماء الأبناء إلى وطن أبيهم الذى هو وطنهم، وذلك لأن الأم تنمى فيهم حب وطنها وأهلها، ما يؤدى إلى ضعف ولائهم وانتمائهم للوطن وللعروبة.
ـ التكاليف الباهظة التى ترهق الزوج، حيث تجبره الزوجة على تخصيص مسكن خاص بها بعيدًا عن أهله، كما تطالبه بتسفيرها سنويًّا لزيارة ذويها، إضافة إلى تحمل نفقات زيارة أهل الزوجة وإقامتهم حينما يأتون إلى بلد الزوج، وما يعقب ذلك من مشكلات بسبب عجز الزوج ماديًّا فى أحيان كثيرة.
- ظهور الكثير من المشكلات بسبب عدم الانسجام والاتفاق، ونظرًا لاختلاف الدين والعادات والتقاليد، تلك المشكلات التى غالبًا ما تنتهى بالطلاق، ونتيجة للطلاق وكثرة المشكلات فى الأسرة يعيش الأبناء فى توتر وضياع، وبالتالى تظهر مشكلة الانحراف، ما يؤدى إلى عدم الاستقرار والأمن فى المجتمع.
ـ زيادة نسبة العنوسة فى البلاد العربية، نظرًا لعزوف هؤلاء الشباب عن الزواج ببنات جلدتهم، رغم أنهن أحق وأولى وأفضل، فالعادات والتقاليد والهوية واحدة، والدين أيضًا واحد.
لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة إلا إذا تنبه أولو الأمر إلى خطورتها وعملوا على حل مشكلتى البطالة والسَكَن، وتوفير حياة كريمة للشباب العرب تغنيهم عن اللجوء إلى هذا الزواج الفاشل الذى يهدد سلامة المجتمع ويمزق أواصره، كما ينبغى على الأسر العربية ألاَّ تغالى فى مسألتى الصداق والمهور، لأن ذلك يرهق الزوج كثيرًا، خاصة مع صعوبة الأحوال المعيشية والاقتصادية فى البلد، فالإصرار على تحويل الزواج إلى صفقة أو مزاد، يحصل عليه من يدفع أكثر، له آثار سلبية لا تُعد ولا تُحصى، سيدفع الجميع الثمن غاليًا بسبب ذلك، وأولهم فتيات الأمتين العربية والإسلامية!!