لماذا أصبح سوبر مان نموذجاً لا يمكن نسيانه .. أجيبوا أيها الرجال ؟

من منا لم يعشق شخصية سوبر مان؟ البطل محارب الجريمة الذي أصبح رمزاً ثابتاً متأصلاً لدى الثقافات الغربية وحتى العربية لمدة 75 عاماً، لذا يقدم لنا البطل الأمريكي الأكثر ديمومة والأعظم شخصية في تاريخ السينما الأمريكية بل والعالمية النجم كاتب روايات الخيال العالمي"لاري تاي" الأسرار الخفية التي ساعدت على بقاء هذه الشخصية، وهنا مقتطفات من الكتاب الذي احتل المراكز الأولى لدى جميع دور الكتب في الثاني عشر من يونية ليكشف لنا عن الأسرار التي حفرت "سوبرمان" في قلب وعقل الجميع.
إذن كيف تمكنت شخصية سوبر مان من البقاء بقوة تقريبا لمدة 75 عاما ؟
يبدأ بالبساطة المميزة لقصته، حيث تذكرنا قصص مثل "Little Orphan Annie" و"Oliver Twist" كيف يمكن أن تكون قصة اللقيط، ثم قصة سوبر مان، الناجي الوحيد من ذلك الكوكب المنكوب، واللقيط الخارق للقدرات كالشجرة التي مدت جذورها في أعماق البشر.
هو جزء من شخصية كل فرد:
تعبر هذه الشخصية عن مثلث الحب بأضلاعه الثلاثة وهى الرجل الوسيم السوبر مان "كلارك كينت" والمرأة الجميلة "لويز لان" و"سوبر مان" الذي يمتلك جانب من شخصية كل إنسان، سواء كنت الفتى الذي لا يمكنه الحصول على فتاة عمره، أم الفتاة التى تسعى وراء الفتى الخاطيء، أو البطل الذي تتنازع عليه الكثيرات.
بطل سري كائن بداخل كل منا:
ربما كانت هويته السرية شيئاً يسبب لنا الضيق أو الملل إذا لم نتمكن من إطلاق سراحه وكشفه، وإذا لم نملك بطلاً خفياً داخل كل منا، إنه لم يكن مجرد أي بطل، إنما شخص يمتلك قوى خارقة نتمنى أن نمتلكها نحن أيضا، وكان من بينها:
- القدرة على حمل الصخور واختراق الكواكب.
- سرعة تفوق على القاطرة أو الرصاصة المنطلقة.
- يحمل أروع ما قد يحتل مخيلة أي إنسان.
- يمكنه الطيران.
قدرته الفطرية للتفريق بين الصواب والخطأ:
لم تكن القوى الخارقة هي كل ما تملكه شخصية سوبر مان فقد كانت نصف المعادلة فقط، والنصف الآخر هو معرفة كيفية التعامل مع تلك القوى، ولا أحد يمتلك القدرة أو الشعور الفطري للتمييز بين ما هو صواب وما هو خطأ إلا "السوبر مان".
نموذج أصلي للرجل:
من السمات التي رسخت بداخلنا شخصية سوبر مان أنها جسدت النموذج الأصلي للرجل أو الإنسان في أحسن صوره فنجده:
- يسعى لحل مشكلات الآخرين بدون مقابل.
- لا يحتاج منك شكراً على ما يقدمه من خدمات كنبي نزل من السماء لمساعدتنا وتحرير ما بداخلنا من إنسانية قد تجمعت فوقها الأتربة وغطت الجزء الأكبر منها.
- الرجولة الحقيقية بآدابها في كل سلوكياته.
- صوته الهادئ المميز.
- قوة البنية.
-  ليس ساخرا من الغير مثل "بات مان" ولا مشحون بالغضب والانتقام مثل "الرجل العنكبوت".
- طويل القامة.
متدين:
استطاعت شخصية "سوبرمان" إبراز الإيمان والتدين في تصرفاته الإيجابية وقدراته الخارقة التي ذكرناها من قبل؛ حيث يصفه الكاتب أنه بالنسبة لهم مثل "المسيح عليه السلام"، ولكن في صورته العلمانية.
يمتلك ألفة جذابة:
كلما مرت علينا حقبة من الزمن وشعرنا خلالها بحالة من السأم واليأس نجد بداخلنا شيئاً يميل له فلديه نوع من الألفة، والتي يعود سببها إلى  مغامراته المتوقعة مثلما في قصص "شيرلوك هولمز" الشخص الطيب الذي لا يخسر أبدا، وهذا شيء يبعث على الاطمئنان.
ملابسه الملفتة:
وكذلك زيه الدائم الضيق وغطاء الرأس الذي يحمل ألواناً مشعة تنتمي للألوان الأساسية وهذا جعله متميز جدا مثل شخصية "بابا نويل" فكلاهما يعبر عن شخص مطمئن للآخرين ويمنحهم شعوراً بالارتياح، وقد ساعدت هذه الألفة التي انفرد بها كل العاملين عليه على نقله من مجرد قصة مكتوبة على الورق عبر موجات البث إلى الشاشة الصغيرة وبعدها إلى الكبيرة، ولم يكن هناك حاجة للتحدث أو شرح تفاصيل الشخصية لأن الجميع استطاع التعرف عليها بمجرد رؤيتها وخاصة عندما يأتي بزي مثير وقناع.
محارب مدافع عن الحق:
كل ما سبق لا يعني أن "سوبرمان" لم يتغير عبر الأزمنة، ففي فترة الثلاثينات كان محارب الجريمة الذي كان الغرب الأمريكان بحاجة إليه ليخلصهم من رجل العصابات الشهير "آل كابوني" وبارونات السرقة، وفي الأربعينات دافع عن الجبهة الداخلية حين اشتبك الجنود الشجعان في الخارج، ووقف شامخا عن أي وقت مضى خلال فترة مبكرة من الحرب الباردة من أجل بلاده.
وفي أيامه الأخيرة حاول بمفرده القضاء على مخزونات الأسلحة النووية، فقد مثلت الشخصية طوق النجاة للبشر من كل التهديدات التي خوفتنا جميعا مستخدما قواه التي تنمو وتتقلص تبعا للحاجة، بنظاراته، تصفيفات شعره وحتى مركزه الوظيفي، في النهاية نريد القول إن لكل جيل السوبر مان الخاص به والذي يحتاج إليه ويستحقه، فقد كان سوبرمان دائما منارة للتقدم والعمل.
وعلى مر السنين تحولت الكوميديا أيضا من مجرد وسيلة ترفيه للأطفال إلى شكل من أشكال الفن ومنها إلى عالم الأساطير، وقد ساهم "سوبرمان" في هذا التحول فقد ترسخت الكتب الهزلية وكان رائدها من أمريكا، إنه رمز للثبات والنقاء مع العلم أنه ليس مجرد أقدم الأبطال الخارقين لدينا، لكنه شخصية يتبادل الكبير والصغير، الكهل والطفل، في حبها وتخيلها.