أعاني من جفاف الفم، ليس في رمضان بل من قبله. وفي رمضان زاد الأمر، بمَ تنصح؟

بداية ثمة فرق بين الشعور بالعطش وبين جفاف الفم، ذلك أن المرء قد يشعر بالعطش دونما جفاف في الفم، والعكس صحيح. وفي نهار رمضان، وعلى حسب مقدار المجهود البدني المبذول أثناء الصيام ودرجة حرارة الأجواء ومدى تعويض الجسم بالسوائل خلال ساعات الليل، يكون الشعور بالعطش خلال ساعات الصوم. ولذا فإن الشعور بالعطش هو رد فعل لنقص توفر كميات كافية من السوائل في الجسم، ومن النادر أن يكون حالة مرضية، أي وجود عطش على الرغم من توفر كميات كافية من السوائل بالجسم إلا في أحد أنواع اضطرابات الغدد الصماء في الجسم، وحينئذ تكون كثرة التبول أيضا مرافقة للعطش وكثرة شرب السوائل.


أما جفاف الفم فهو في الغالب نتيجة لأسباب معروفة. وعلى الرغم من أن المرء قد يستطيع فعل أشياء بسيطة لتخفيف الشعور بجفاف الفم، فإن أفضل وسيلة، مفيدة على المدى الطويل، لمعالجة جفاف الفم هي بالعمل على معالجة السبب وراء نشوئها. وللتخفيف من جفاف الفم يمكن مضغ العلك الخالي من السكر الطبيعي أو تناول ومص حلويات خالية من السكر الطبيعي، لأنها تثير الغدد اللعابية لإنتاج وإفراز اللعاب في الفم، بخلاف العلك أو الحلويات المحتوية على السكر الطبيعي.

ويفيد جدا أيضا تخفيف تناول مادة الكافيين، الموجودة في القهوة والشاي والشوكولاتة ومشروبات الكولا الغازية ومشروبات الطاقة، والكافيين إضافة إلى تأثيره المباشر في التسبب بجفاف الفم وتقليل إفراز اللعاب، هو أيضا مادة مدرة للبول تتسبب في فقد الجسم للسوائل. وأيضا تجنب استخدام أنواع غسول الفم المحتوية على كحول حتى ولو بكميات ضئيلة لأنها تقلل من إفراز اللعاب. وهناك أنواع خاصة من غسول الفم مناسبة لمن لديهم جفاف الفم. ومن المهم كذلك امتناع المدخنين عن التدخين، والمواد التي في التبغ تعمل عبر آليات عدة على التسبب بجفاف الفم.

وإضافة إلى الحرص على تكرار شرب قليل من الماء كل ربع أو ثلث ساعة، فإن هناك مستحضرات في الصيدليات تسمى بدائل اللعاب مثل البخاخ وغيره. وإضافة إلى الحرص على التنفس من خلال الأنف أثناء النوم، وليس من خلال الفم، فإن من المفيد العمل على ترطيب هواء غرف النوم، إما باستخدام أجهزة ترطيب الهواء في غرف النوم أو استخدام التبريد بالماء. ومن الأمور التي قد لا يتنبه لها البعض هو أن أنواعا شتى من أدوية المضادة للحساسية والمضادة للاحتقان تتسبب بالجفاف بقوة، ولذا يجدر عدم تناولها إلا تحت نصيحة طبية لأن هناك بدائل.

ولأن جفاف الفم أحد أهم أسباب التسبب بأضرار على الأسنان وعلى تراكيب الفم، فإن من الضروري الاهتمام بسلامة الفم. ولاحظ معي أن اللعاب هو الوسيلة الأهم للجسم في عمليات تنظيف الفم والحماية للأسنان والتركيب الأخرى في الفم، ولذا فإذا ما كانت لدى المرء حالة جفاف الفم، أو خلال شهر الصوم، من الضروري الاهتمام بتفريش الأسنان بالمعجون المحتوي على الفلوريد، وتخليل ما بين الأسنان بالخيط، ومن المهم مضمضة الفم بعيد تناول الأطعمة الحامضية والسكرية. وفي شهر الصوم تتأكد هذه الأمور نظرا لعدم شرب الماء أثناء النهار لفترات تتجاوز 15 ساعة في اليوم خلال هذه الفترة من السنة في غالبية المناطق العربية.